الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الخامس : في بعض فتاويه صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالزكاة .

                                                                                                                                                                                                                              عن أنس- رضي الله تعالى عنه- أن رجلا قال : يا رسول الله ، ناشدتك بالله ، أنه أمرك أن تأخذ الصدقة من الأغنياء ، وتعطيها للفقراء ؟ قال : اللهم ، نعم . رواه الإمام الشافعي - رضي الله تعالى عنه- وهو طرف من حديث ضمام بن ثعلبة .

                                                                                                                                                                                                                              وروى مسلم عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار ، فأحمي عليها في نار جهنم ، فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره» . . . الحديث .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الدارقطني عن عطاء- رحمه الله تعالى- قال : بلغني أن أم سلمة- رضي الله تعالى عنها- كانت تلبس أوضاحا من ذهب ، فسألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : أكنز هو ؟ فقال : إذا أديت زكاته فليس بكنز .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الدارقطني عن فاطمة بنت قيس قالت : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بطوق فيه سبعون مثقالا من ذهب فقلت : يا رسول الله ، خذ منه الفريضة ، فأخذ منه مثقالا وثلاثة أرباع مثقال قال الدارقطني : أبو بكر الهذلي متروك [ ص: 252 ]

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما- قال : لما نزلت هذه الآية والذين يكنزون الذهب والفضة [التوبة : 34] كبر ذلك على المسلمين فقال : يا نبي الله [إنه كبر على أصحابك هذه الآية فقال : إنه ما فرض الزكاة إلا ليطيب ما بقي من أموالكم فكبر عمر ، ثم قال : ألا أخبركم بخير ما يكنز المرء ؟ المرأة الصالحة . . . .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الدارقطني عن عبد الله بن مسعود - رضي الله تعالى عنه- أن امرأة أتت نبي الله صلى الله عليه وسلم فقالت : إن لي حليا ، وإن زوجي خفيف ذات اليد ، وإن لي ابن أخ أفيجزي عني أن أجعل زكاة الحلي فيهم ؟ قال : نعم .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الدارقطني عن ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه- قال : قلت : يا رسول الله كم [ . . . ] .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن ماجه عن أبي سيارة- رضي الله تعالى عنه- قال : قلت : يا رسول الله ، إن لي نخلا قال : أد العشر ، قلت : يا رسول الله ، احمها لي ، فحماها لي .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد وأبو داود عن علي بن أبي طالب- رضي الله تعالى عنه- أن العباس- رضي الله تعالى عنه- سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم في تعجيل زكاته قبل أن يحول الحول فرخص له في ذلك .

                                                                                                                                                                                                                              روى أبو داود عن أبيض بن حمال- رضي الله تعالى عنه- أنه كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصدقة حين وفد عليه ، فقال : يا أخا سبأ ، لا بد من صدقة ، فقال إنما زرعنا القطن يا رسول الله وقد تبددت سبأ ولم يبق إلا قليل بمأرب . فصالح نبي الله صلى الله عليه وسلم على سبعين حلة بز من قيمة وفاء فلم يزالوا يؤدونها حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن العمال انتفضوا عليهم بعد قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما صالح أبيض بن حمال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحلل السبعين فرد ذلك أبو بكر على ما وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مات أبو بكر- رضي الله عنه- فلما مات أبو بكر انتقض ذلك وصارت على الصدقة .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الدارقطني عن علي- رضي الله تعالى عنه- أن بعض البادية جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : هل علينا زكاة الفطر ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هي على كل مسلم صغير أو كبير حر أو عبد : صاعا من تمر أو شعير أو أقط .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الشافعي والبيهقي عن طاوس- رحمه الله تعالى- مرسلا والطبراني وابن عساكر عن عبادة بن الصامت- رضي الله تعالى عنه- قال : استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصدقة ، فقال : اتق الله تعالى ، يا أبا الوليد ، لا تأت يوم القيامة ببعير تحمله له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر لها نواح [ ص: 253 ]

                                                                                                                                                                                                                              فقال : يا رسول الله ، وإن ذلك لكذا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إي والذي نفسي بيده ، إلا من رحم الله» ، قال : والذي بعثك بالحق ، لا أعمل على شيء أبدا .


                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود عن بشر بن الخصاصية- رضي الله تعالى عنه- قال : قلت : يا رسول الله ، إن أهل الصدقة يعتدون علينا ، أفنكتم من أموالنا بقدر ما يعتدون علينا ؟ فقال : لا .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال : أتى رجل من بني تميم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إني ذو مال كثير وذو أهل ومال وحاضرة فأخبرني كيف أصنع وكيف أنفق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «تخرج الزكاة من مالك فإنها طهرة تطهرك وتصل أقرباءك ، وتعرف حق المسكين ، والجار والسائل» ، فقال : يا رسول الله ، أقلل لي ، فقال : آت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ، ولا تبذر تبذيرا ، فقال : يا رسول الله ، إذا أديت الزكاة إلى رسولك ، فقد برئت منها إلى الله ورسوله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «نعم ، إذا أديتها إلى رسولي فقد برئت منها ، ولك أجرها وإثمها على من بدلها» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد عن يزيد بن أبي مريم عن أبي الحوراء السعدي- رحمه الله تعالى- قال : قلت للحسن بن علي- رضي الله تعالى عنهما- ما تذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أذكر أني أخذت ثمرة من ثمر الصدقة ، فألقيتها في فمي فانتزعها رسول الله صلى الله عليه وسلم بلعابها من فمي فألقاها في التمر ، فقال رجل ما عليك لو أكل هذه الثمرة ؟ فقال : إنا لا نأكل الصدقة . الحديث .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد عن أبي رافع- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا من بني مخزوم على الصدقة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ليس فيما دون خمسة أوساق صدقة ، ولا فيما دون خمس ذود صدقة ، ولا فيما دون خمس صدقة» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى النسائي عن عبد الله بن زيد- رضي الله تعالى عنه- أنه تصدق بحائط له على أبويه ثم توفيا ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرده إليه ميراثا .

                                                                                                                                                                                                                              وروي عن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- قال : إني أصبت أرضا بخيبر لم أصب مالا قط أنفس عندي منه ، فما تأمرني به ؟ قال : إن شئت حبست أصلها ، وتصدقت بها فتصدق بها عمر ، أنه لا يباع أصلها ، ولا يوهب ولا يورث ، وتصدق بها في الفقراء ، وفي القربي ، وفي الرقاب ، وفي سبيل الله وابن السبيل والضيف ، لا جناح على من وليها أن يأكل منها بالمعروف ، ويطعم غير متمول ، قال ابن سيرين : غير متأثل مالا .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البخاري عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، أي الصدقة أفضل ؟ قال : أن تتصدق ، وأنت صحيح حريص ، تأمل الغنى [ ص: 254 ] وتخشى الفقر ، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم ، قلت : لفلان كذا ، ولفلان كذا ، وقد كان لفلان .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود والعسكري في الأمثال عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- أنه قال : يا رسول الله ، أي الصدقة أفضل ؟ قال : جهد المقل وابدأ بمن تعول .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد والبيهقي عن سراقة بن مالك- رضي الله تعالى عنه- قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الضالة من الإبل تغشى حياضنا ، هل من أجر ؟ ولفظ العسكري قال : قيل : يا رسول الله [ . . . . . ] .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود عن المسيب أن سعد بن عبادة- رضي الله تعالى عنه- أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أي الصدقة أحب إليك ؟ قال : الماء .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الشيخان عن زينب امرأة ابن مسعود - رضي الله تعالى عنهما- قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «تصدقن يا معشر النساء ، ولو من حليكن» ، قالت : فرجعت إلى عبد الله ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه- فقلت إنك رجل خفيف ذات اليد ، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمرنا بالصدقة ، فأته فاسأله ، فإن كان ذلك يجزئ عني وإلا صرفتها إلى عويمر فقال عبد الله بن مسعود : - رضي الله تعالى عنه- بل ائتيه أنت فانطلقت فإذا امرأة من الأنصار بباب رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجتها مثل حاجتي وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ألقيت عليه المهابة فخرج علينا بلال ، فقلنا له : ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره أن امرأتين بالباب تسألانك أتجزئ الصدقة عنهما على أزواجهما وعلى أيتام في حجورهما ؟ ولا تخبره من نحن ، فدخل بلال- رضي الله تعالى عنه- على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الزيانب قال : امرأة عبد الله بن مسعود فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لها أجران أجر القرابة ، وأجر الصدقة .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البخاري عن أم سلمة- رضي الله تعالى عنها- قالت : قلت : «يا رسول الله ، هل لي أجر في عيال سلمة أن أنفق عليهم ؟ فقال : أنفقي عليهم ، فلك أجر ما أنفقت عليهم» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الشيخان عن أسماء بنت أبي بكر الصديق- رضي الله تعالى عنهما- قالت : قلت : يا رسول الله ، ما لي مال إلا ما أدخل علي الزبير ، أفأتصدق ؟ قال : تصدقي ولا توعي فيوعى عليك ، وفي لفظ أنفقي أو أنفحي أو أنضحي ، ولا تحصي فيحصى عليك ولا توعي فيوعي الله تعالى عليك .

                                                                                                                                                                                                                              وروى مسلم عن عمير مولى أبي اللحم- رضي الله تعالى عنهما- قال : كنت مملوكا ، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم : أأتصدق من مال موالي بشيء ؟ قال : نعم ، والأجر بينكما نصفان .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد من طريق أبي تميمة الهجيمي عن رجل من قومه- رضي الله تعالى [ ص: 255 ] عنه- قال : لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض طرق المدينة الشريفة ، فسألته عن المعروف وعليه إزار من قطن منتثر الحاشية فقلت : عليك السلام يا رسول الله ، فقال : إن «عليك السلام» تحية الموتى ، إن «عليك السلام» تحية الموتى ، إن «عليك السلام» تحية الموتى ، سلام عليكم ، سلام عليكم مرتين أو ثلاثا ، هكذا قال : سألت عن الإزار ، فقلت : أين أتزر ، فأقنع ظهره بعظم ساقه ، وقال : ههنا اتزر ، فإن أبيت فههنا أسفل من ذلك ، فإن أبيت فإن الله- عز وجل- لا يحب كل مختال فخور قال : وسألته عن المعروف ، فقال لا تخفرن من المعروف شيئا لو أن تعطي صلة الحبل ، ولو أن تعطي شسع النعل ولو انتزع ، ولو أن تنزع من دلوك في إناء المستسقي ولو أن تنحي الشيء من طريق الناس يؤذيهم ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منطلق ، ولو أن تلقى أخاك فتسلم عليه ، ولو أن تؤنس الوحشان في الأرض ، وإن سبك رجل بشيء يعلمه فيك وأنت تعلم فيه نحوه ، فلا تسبه فيكون أجره لك ووزره عليه ، وما سر أذنك أن تسمعه فاعمل به وما تساء أذنك أن تسمعه فاجتنبه .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الشيخان عن عمر- رضي الله تعالى عنه- قال : حملت على فرس في سبيل الله تعالى فرأيته يباع ، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم أشتريه ؟ قال : لا تشتره ولا تعد في صدقتك ، وفي لفظ : فأضاعه الذي كان عنده ، فأردت أن أشتريه فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال : لا تشتره إن أعطاكه بدرهم فإن العائد في صدقته كالكلب يعود في قيئه .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البخاري عن أم سلمة- رضي الله تعالى عنها- قالت قلت : يا رسول الله ، هل لي أجر في بني أبي سلمة أن أنفق عليهم ، ولست بتاركتهم هكذا ؟ وإنما هم بني ، فقال : نعم ، لك أجر ما أنفقت عليهم .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام الشافعي عن بريدة- رضي الله تعالى عنه- أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني تصدقت على أمي بعبد وإنها ماتت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وجبت صدقتك ، وهو لك بميراثك .

                                                                                                                                                                                                                              وروى مسلم عنه قال : بينما أنا جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أتت امرأة فقالت : إني تصدقت على أمي بجارية ، وإنها ماتت ، قال : وجب أجرك وردها عليك الميراث .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البخاري عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنه- أن سعد بن عبادة قال : يا رسول الله إن أمي ماتت ، وعليها نذر ؟ فقال : اقضه عنها ، وفي لفظ توفيت أمه ، وهو غائب عنها فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إن أمي توفيت ، وأنا غائب عنها فهل ينفعها شيء ، إن تصدقت عنها ؟ قال : نعم ، قال : فإني أشهدك أن حائطي المجراف صدقة عليها .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن خزيمة عن عقبة بن عامر- رضي الله تعالى عنه- قال : أتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأة [ ص: 256 ] فقالت : أريد أن أتصدق عن أمي ، وقد توفيت فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمرتك بذلك ؟ قالت : لا ، قال : فأمسكي عليك مالك ، فهو خير لك ، وفي لفظ : أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن أمي توفيت وتركت حليا ، ولم توص فهل ينفعها إن تصدقت عنها ؟ قال احبس عليك مالك .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الشيخان عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أمي افتلتت نفسها ، وأراها لو تكلمت تصدقت ، أفأتصدق عنها ؟ قال : نعم ، تصدق عنها .

                                                                                                                                                                                                                              وروى مسلم عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : إن أبي مات ، ولم يوص أفينفعه أن أتصدق عنه ، قال : نعم .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الشيخان عن حكيم بن حزام- رضي الله تعالى عنه- قال : قلت : يا رسول الله ، أمور كنت أتحنث بها في الجاهلية من صلة وعتاقة وصدقة ، هل كان لي فيها من أجر ؟ قال حكيم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أسلمت على ما سلف من خير .

                                                                                                                                                                                                                              وروى مسلم عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- قالت : قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إن ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ، ويطعم المساكين ، فهل ذلك نافعه ؟ قال : لا ، يا عائشة ، إنه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد وأبو داود عن ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من سأل الناس ، وله ما يغنيه جاء يوم القيامة ومسألته في وجهه خموش ، أو خدوش ، أو كدوح ، قيل : يا رسول الله وما يغنيه ؟ قال : خمسون درهما .

                                                                                                                                                                                                                              . . وروى الشيخان عن عمر بن الخطاب- رضي الله تعالى عنه- والإمام مالك عن عطاء بن يسار- رضي الله تعالى عنه- كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطيني العطاء ، فأقول أعطه أفقر مني ، فقال : خذه فتموله وتصدق به . . . الحديث .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية