الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا فإذا بلغن أجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف والله بما تعملون خبير

                                                                                                                                                                                                                                      234 - والذين يتوفون منكم تقول: توفيت الشيء، واستوفيته: إذا أخذته وافيا تاما، أي: تستوفى أرواحهم ويذرون ويتركون أزواجا يتربصن بأنفسهن أي: وزوجات الذين يتوفون منكم يتربصن، أي: يعتددن، أو معناه: يتربصن بعدهم بأنفسهن، فحذف بعدهم للعلم به، وإنما احتيج إلى تقديره; لأنه لابد من عائد يرجع إلى المبتدأ في الجملة التي وقعت خبرا. (يتوفون) المفضل، أي: يستوفون آجالهم. أربعة أشهر وعشرا أي: وعشر ليال، والأيام داخلة معها، ولا يستعمل التذكير فيه ذهابا إلى الأيام، تقول: صمت عشرا، ولو ذكرت لخرجت من كلامهم. فإذا بلغن أجلهن فإذا انقضت عدتهن فلا جناح عليكم أيها الأئمة والحكام فيما فعلن في أنفسهن من التعرض للخطاب بالمعروف بالوجه الذي لا ينكره الشرع والله بما تعملون خبير عالم بالبواطن.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 197 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية