الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المكتبة الإسلامية

الرئيسية
المكتبة الإسلامية

فهرس الكتاب

- ترجمة الإمام أحمد بن حنبل

- أحوال المسند

مسند العشرة المبشرين بالجنة وغيرهم

مسانيد أهل البيت

مسانيد المكثرين

مسانيد المقلين

مسند البصريين

مسند الأنصار

تتمة مسانيد المقلين

حاشية مسند الإمام أحمد بن حنبل

السندي - أبو الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي السندي

صفحة

جزء

2053 1195 - (2052) - (1 \ 231) عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " التمسوها في العشر الأواخر ، في تاسعة ! تبقى ، أو خامسة ! تبقى ، أو سابعة تبقى " .

التالي السابق

الشرح

* قَوْلُهُ : "الْتَمِسُوهَا " : أَيْ : لَيْلَةَ الْقَدْرِ .

* "فِي تَاسِعَةٍ تَبْقَى " : أَيْ : فِي أُولَى التِّسْعِ الْبَاقِيَةِ ، وَهَكَذَا قِيَاسُ مَا بَقِيَ .

قَالَ الزَّرْكَشِيُّ : الْأُولَى لَيْلَةُ إِحْدَى وَعِشْرِينَ ، وَالثَّانِيَةُ لَيْلَةُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ ، وَالثَّالِثَةُ : لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ ، هَكَذَا قَالَ مَالِكٌ .

وَقَالَ بَعْضُهُمْ : إِنَّمَا يَصِحُّ مَعْنَاهُ وَيُوَافِقُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ وِتْرًا مِنَ اللَّيَالِي إِذَا كَانَ الشَّهْرُ نَاقِصًا ، فَإِنْ كَانَ كَامِلًا ، فَلَا يَكُونُ إِلَّا فِي شَفْعٍ ، فَيَكُونُ التَّاسِعَةُ الْبَاقِيَةُ لَيْلَةَ اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ ، وَعَلَى هَذَا الْقِيَاسِ كَمَا ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَلَا يُصَادِفُ وَاحِدٌ مِنْهُنَّ وِتْرًا .

وَهَذَا عَلَى طَرِيقَةِ الْعَرَبِ فِي التَّارِيخِ إِذَا جَاوَزُوا نِصْفَ الشَّهْرِ ، فَإِنَّمَا يُؤَرِّخُونَ بِالْبَاقِي مِنْهُ ، لَا بِالْمَاضِي ، انْتَهَى .

قُلْتُ : يُمْكِنُ بِنَاءُ الْعَدَدِ عَلَى الْمُتَيَقَّنِ ، وَلَا يَخْفَى أَنَّ مَا بَقِيَ يَقِينًا فِي الشَّهْرِ هُوَ الْمُوَافِقُ بِالنَّاقِصِ ; إِذِ التَّمَامُ مُحْتَمَلٌ ، فَيُوَافِقُ الْأَوْتَارَ ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .

* * *

* قوله : "التمسوها " : أي : ليلة القدر .

* "في تاسعة تبقى " : أي : في أولى التسع الباقية ، وهكذا قياس ما بقي .

قال الزركشي : الأولى ليلة إحدى وعشرين ، والثانية ليلة خمس وعشرين ، والثالثة : ليلة ثلاث وعشرين ، هكذا قال مالك .

وقال بعضهم : إنما يصح معناه ويوافق ليلة القدر وترا من الليالي إذا كان الشهر ناقصا ، فإن كان كاملا ، فلا يكون إلا في شفع ، فيكون التاسعة الباقية ليلة اثنين وعشرين ، وعلى هذا القياس كما ذكره البخاري عن ابن عباس ، ولا يصادف واحد منهن وترا .

وهذا على طريقة العرب في التاريخ إذا جاوزوا نصف الشهر ، فإنما يؤرخون بالباقي منه ، لا بالماضي ، انتهى .

قلت : يمكن بناء العدد على المتيقن ، ولا يخفى أن ما بقي يقينا في الشهر هو الموافق بالناقص ; إذ التمام محتمل ، فيوافق الأوتار ، والله تعالى أعلم .

* * *