الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا ؛ ويقرأ: " ربنا بعد بين أسفارنا " ؛ ويقرأ: " ربنا بعد بين أسفارنا " ؛ ويقرأ: " ربنا " ؛ بالنصب؛ " بعد بين أسفارنا " ؛ برفع " بين " ؛ ويقرأ: " بين أسفارنا " ؛ ويقرأ: " ربنا باعد بين أسفارنا " ؛ وظلموا أنفسهم ؛ فمن قرأ: " بعد بين أسفارنا " ؛ برفع " بين " ؛ فالمعنى: " بعد ما يتصل [ ص: 251 ] بسفرنا " ؛ ومن قرأ: " بعد بين أسفارنا " ؛ فالمعنى: " بعد ما بين أسفارنا " ؛ و " بعد سيرنا بين أسفارنا " ؛ ومن قرأ: " باعد " ؛ فعلى وجه المسألة؛ ويكون المعنى أنهم سئموا الراحة؛ وبطروا النعمة؛ كما قال قوم موسى: فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض ؛ إلى قوله: الذي هو أدنى بالذي هو خير ؛ ومزقناهم كل ممزق ؛ أي: " فرقناهم في البلاد " ؛ لأنهم لما أذهب الله جنتيهم؛ وغرق مكانهم؛ تبددوا في البلاد؛ فصارت العرب تتمثل بهم في الفرقة؛ فتقول: " تفرقوا أيدي سبإ " ؛ و " أيادي سبإ " ؛ قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                        من صادر أو وارد أيدي سبا



                                                                                                                                                                                                                                        وقال كثير:


                                                                                                                                                                                                                                        أيادي سبا يا عز ما كنت بعدكم ...     فلم يحل للعينين بعدك منظر



                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية