الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل - وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى ؛ ولم يقل: " باللتين " ؛ ولا " باللذين " ؛ ولا " باللاتي " ؛ وكل ذلك جائز؛ ولكن الذي في المصحف " التي " ؛ والمعنى: " وما أموالكم بالتي تقربكم؛ ولا أولادكم بالذين يقربونكم " ؛ ولكنه حذف اختصارا؛ وإيجازا؛ وقد شرحنا مثل هذا؛ وقوله: إلا من آمن وعمل صالحا ؛ موضع " من " : نصب بالاستثناء؛ على البدل من الكاف والميم؛ على معنى: " ما يقرب إلا من آمن وعمل صالحا؛ أي: " ما تقرب الأموال إلا من آمن وعمل بها في طاعة الله " ؛ فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا ؛ " الضعف " ؛ ههنا؛ يحتاج إلى تفسير؛ ولا أعلم أحدا فسره تفسيرا بينا؛ و " جزاء الضعف " ؛ ههنا: عشر حسنات؛ تأويله: " فأولئك لهم جزاء الضعف الذي أعلمناكم مقداره " ؛ وهو قوله: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ؛ فيه أوجه في العربية؛ فالذي قرئ به خفض " الضعف " ؛ بإضافة الجزاء إليه؛ ويجوز: " فأولئك لهم جزاء الضعف " ؛ على معنى: " فأولئك لهم الضعف [ ص: 256 ] جزاء " ؛ المعنى: " في حال المجازاة " ؛ ويجوز: " فأولئك لهم جزاء الضعف " ؛ على نصب " الضعف " ؛ المعنى: " فأولئك لهم أن نجازيهم الضعف " ؛ ويجوز رفع " الضعف " ؛ من جهتين: على معنى: " فأولئك لهم الضعف " ؛ على أن " الضعف " ؛ بدل من الجزاء؛ فيكون مرفوعا على إضمار " هو " ؛ " فأولئك لهم جزاء " ؛ كأنه قال: ما هو؟ فقال: " الضعف " ؛ ويجوز النصب في " الضعف " ؛ على مفعول ما لم يسم فاعله؛ على معنى: " فأولئك لهم أن يجازوا الضعف " ؛ والقراءة من هذه الأوجه كلها خفض " الضعف " ؛ ورفع " جزاء " .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية