الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر عدة حوادث .

في هذه السنة أقيمت الدعوة العباسية بالبيت المقدس .

[ الوفيات ]

وفيها توفي الأمير ليث بن منصور صدقة بن الحسين بالدامغان ، والشريف أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن محمد بن المأمون ببغداذ ، وكان موته في شوال ، ومولده سنة أربع وسبعين وثلاثمائة ، وكان عالي الإسناد في الحديث .

وفيها في ذي الحجة ، توفي الشريف أبو الحسين محمد بن علي بن [ محمد بن ] ( عبيد الله بن ) عبد الصمد بن المهتدي بالله ، المعروف بابن [ ص: 245 ] الغريق ، وكان يسمى راهب بني العباس ، وهو آخر من حدث عن الدارقطني وابن شاهين وغيرهما ، وكان موته ببغداذ .

وفيها قتل ناصر الدولة أبو علي الحسين بن حمدان بمصر ، قتله إلدكز التركي ، وقد تقدم شرحه مستوفى .

وفيها توفي الإمام أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري ، النيسابوري ، مصنف " الرسالة " وغيرها ، وكان إماما ، فقيها ، أصوليا ، مفسرا ، كاتبا ، ذا فضائل جمة ، وكان له فرس قد أهدي إليه ، فركبه نحو عشرين سنة ، فلما مات الشيخ لم يأكل الفرس شيئا فعاش أسبوعا ومات .

وفيها أيضا توفي علي بن الحسن بن علي بن الفضل أبو منصور ، الكاتب المعروف بابن صربعر ، وكان نظام الملك قال له أنت ابن صردر لا صربعر ، فبقي ذلك عليه ، وهو من الشعراء المجيدين ، وهجاه ابن البياضي فقال :


لئن نبز الناس قدما أباك فسموه من شعره صر بعرا     فإنك تنظم ما صره عقوقا
له ، وتسميه شعرا

وهذا ظلم من ابن البياضي ، فإنه كان شاعرا محسنا ، ومن شعر ابن صردر قوله :


تزاورن عن أذرعات يمينا     نواشز ليس يطقن البرينا


[ ص: 246 ] كلفن بنجد ، كأن الرياض     أخذن لنجد عليها يمينا
وأقسمن يحملن إلا نحيلا     إليه ويبلغن إلا حزينا
فلما استمعن زفير المشوق ،     ونوح الحمام ، تركن الحنينا
إذا جئتما بانة الواديين ،     فأرخوا النسوع ، وحلوا الوضينا
فثم علائق من أجلهن ،     ملاء الدجى والضحى قد طوينا
وقد أنبأتهم مياه الجفون     بأن بقلبك داء دفينا
.



التالي السابق


الخدمات العلمية