الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                أهم خير أم قوم تبع والذين من قبلهم أهلكناهم إنهم كانوا مجرمين

                                                                                                                                                                                                هو تبع الحميري: كان مؤمنا وقومه كافرين; ولذلك ذم الله قومه ولم يذمه، وهو الذي سار بالجيوش وحير الحيرة وبنى سمرقند. وقيل: هدمها وكان إذا كتب قال: بسم الله الذي ملك برا وبحرا. وعن النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا تبعا فإنه كان قد أسلم" [ ص: 475 ] وعنه عليه الصلاة والسلام: "ما أدري أكان تبع نبيا أو غير نبي" وعن ابن عباس رضي الله عنهما: كان نبيا. وقيل: نظر إلى قبرين بناحية حمير قال: هذا قبر رضوى وقبر حبى بنتي تبع لا تشركان بالله شيئا. وقيل: هو الذي كسا البيت. وقيل لملوك اليمن: التبابعة; لأنهم يتبعون، كما قيل: الأقيال; لأنهم يتقيلون، وسمي الظل "تبعا"; لأنه يتبع الشمس. فإن قلت: ما معنى قوله تعالى: أهم خير ولا خير في الفريقين؟ قلت: معناه: أهم خير في القوة والمنعة، كقوله تعالى: أكفاركم خير من أولئكم [القمر: 43] بعد ذكر آل فرعون. وفى تفسير ابن عباس رضي الله عنهما: أهم أشد أم قوم تبع.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية