الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5328 13 - حدثنا محمد، أخبرنا مخلد، عن ابن جريج، أخبرني عطاء أنه رأى أم زفر تلك امرأة طويلة سوداء على ستر الكعبة

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  الذي يفهم من هذه الرواية التي رواها البخاري عن محمد بن سلام، عن مخلد بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة ابن يزيد، عن عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، عن عطاء بن أبي رباح أن أم زفر هي المرأة السوداء المذكورة، وبهذا قال الكرماني: أم زفر بضم الزاي وفتح الفاء وبالراء كنية تلك المرأة المصروعة، ولكن الذي يفهم من كلام الذهبي في تجريد الصحابة أن أم زفر غير السوداء المذكورة; لأنه ذكر كل واحدة منهما في باب، وكذلك يفهم من كلام ابن الأثير أن أم زفر غيرها حيث قال: أم زفر ماشطة خديجة كانت عجوزا سوداء يغشاها صلى الله عليه وسلم في زمان خديجة رضي الله تعالى عنها.

                                                                                                                                                                                  وذكر الذهبي أن أم زفر ثنتان حيث قال في باب الكنى: أم زفر كان بها جنون، ذكرت في حديث مرسل، وقال أيضا: أم زفر ماشطة خديجة فيما قيل، فعلم على الأولى علامة البخاري، ولم يعلم على الثانية. وعن هذا قال صاحب التلويح: ذكرت في الصحابيات أم زفر ثنتان، ثم طول الكلام من غير تحرير. وقول الذهبي: ذكرت في حديث مرسل هو ما ذكره أبو عمر في الاستيعاب فقال: أم زفر التي كان بها مس من الجن، ذكر حجاج وغيره عن ابن جريج، عن الحسن بن مسلم أنه أخبره أنه سمع طاوسا يقول: كان النبي صلى الله تعالى عليه وسلم يؤتى بالمجانين فيضرب صدر أحدهم ويبرأ، فأتي بمجنونة يقال لها أم زفر فضرب صدرها فلم تبرأ ولم يخرج شيطانها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو معها في الدنيا ولها في الآخرة خير.

                                                                                                                                                                                  قوله: "تلك امرأة" هكذا رواية الكشميهني، وفي رواية غيره "تلك المرأة".

                                                                                                                                                                                  قوله: "على ستر الكعبة" بكسر السين المهملة أي: جالسة على ستر الكعبة أو معتمدة عليه، وعلى يتعلق بقوله: رأى. وقال أبو عمر: قال ابن جريج: أخبرني عطاء أنه رأى أم زفر، تلك المرأة، سوداء طويلة على سلم الكعبة. وروى البزار من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنها قالت: إني أخاف الخبيث أن يجردني فدعا لها، فكانت إذا خشيت أن يأتيها تأتي أستار الكعبة فتتعلق بها.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية