الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5384 31 - حدثنا بشر بن محمد، أخبرنا عبد الله، أخبرنا معمر ويونس قال الزهري: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: لما ثقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واشتد به وجعه استأذن أزواجه في أن يمرض في بيتي، فأذن له [ ص: 250 ] فخرج بين رجلين تخط رجلاه في الأرض بين عباس وآخر، فأخبرت ابن عباس فقال: هل تدري من الرجل الآخر الذي لم تسم عائشة؟ قلت: لا، قال: هو علي، قالت عائشة: فقال النبي صلى الله عليه وسلم بعدما دخل بيتها واشتد به وجعه: هريقوا علي من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن لعلي أعهد إلى الناس، قالت: فأجلسناه في مخضب لحفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ثم طفقنا نصب عليه من تلك القرب حتى جعل يشير إلينا أن قد فعلتن، قالت: وخرج إلى الناس فصلى لهم وخطبهم.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  قيل: لا وجه لذكر هذا الحديث هنا؛ لأنه ليس فيه ذكر اللدود ولا للباب المجرد ترجمة حتى يطلب بينهما المطابقة، وأجيب بجواب فيه تعسف، وهو أنه يحتمل أن يكون بينه وبين الحديث السابق نوع تضاد; لأن في الأول فعلوا ما لم يأمر به النبي صلى الله عليه وسلم فحصل عليهم الإنكار واللوم بذلك، وفي هذا فعلوا ما أمر به وهو ضد ذاك في المعنى، والأشياء تتبين بضدها.

                                                                                                                                                                                  وبشر بكسر الباء الموحدة وسكون الشين المعجمة ابن محمد السختياني المروزي، وعبد الله هو ابن المبارك المروزي.

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في مواضع بطوله، أولها في كتاب الطهارة في باب الغسل والوضوء في المخضب، فإنه أخرجه هناك عن أبي اليمان، عن شعيب، عن الزهري إلخ. ومضى الكلام فيه هناك.

                                                                                                                                                                                  قوله: "أن يمرض" على صيغة المجهول من التمريض وهو القيام على المريض وتعاهده.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فأذن" بنون الجمع المشددة.

                                                                                                                                                                                  قوله: "هريقوا" ويروى "أريقوا وأهريقوا" أي: صبوا.

                                                                                                                                                                                  قوله: "أوكيتهن" جمع الوكاء، وهو ما يشد به رأس القربة، وإنما اشترط هذا؛ لأن الأيدي لم تخالطه، وأول الماء أطهره وأصفاه.

                                                                                                                                                                                  قوله: "لعلي أعهد" أي: أوصي.

                                                                                                                                                                                  قوله: "في مخضب" بكسر الميم وسكون المعجمة الأولى وهي الإجانة التي تغسل فيها الثياب.

                                                                                                                                                                                  قوله: "طفقنا" أي: شرعنا نصب الماء عليه.

                                                                                                                                                                                  قوله: "أن قد فعلتن" ويروى "أن قد فعلتم" وكلاهما صحيح باعتبار الأنفس والأشخاص، أو باعتبار التغليب وهذا كثير.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية