الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( عصا ) ( هـ س ) فيه لا ترفع عصاك عن أهلك أي لا تدع تأديبهم وجمعهم على طاعة الله تعالى . يقال : شق العصا : أي فارق الجماعة ، ولم يرد الضرب بالعصا ، ولكنه جعله مثلا .

                                                          وقيل : أراد لا تغفل عن أدبهم ومنعهم من الفساد .

                                                          [ هـ ] ومنه الحديث : إن الخوارج شقوا عصا المسلمين وفرقوا جماعتهم .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث صلة إياك وقتيل العصا أي إياك أن تكون قاتلا أو مقتولا في شق عصا المسلمين .

                                                          ( س ) ومنه حديث أبي جهم فإنه لا يضع عصاه عن عاتقه أراد : أنه يؤدب أهله بالضرب . وقيل : أراد به كثرة الأسفار . يقال : رفع عصاه إذا سار ، وألقى عصاه إذا نزل وأقام .

                                                          * وفيه أنه حرم شجر المدينة إلا عصا حديدة أي عصا تصلح أن تكون نصابا لآلة من الحديد .

                                                          [ ص: 251 ] ومنه الحديث ألا إن قتيل الخطإ قتيل السوط والعصا لأنهما ليسا من آلات القتل ، فإذا ضرب بهما أحد فمات كان قتله خطأ .

                                                          ( هـ ) وفيه لولا أنا نعصي الله ما عصانا أي لم يمتنع عن إجابتنا إذا دعوناه ، فجعل الجواب بمنزلة الخطاب فسماه عصيانا ، كقوله تعالى : ومكروا ومكر الله .

                                                          * وفيه أنه غير اسم العاصي إنما غيره لأن شعار المؤمن الطاعة والعصيان ضدها .

                                                          * ومنه الحديث إن رجلا قال : من يطع الله ورسوله فقد رشد ، ومن يعصهما فقد غوى . فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : بئس الخطيب أنت . قل : ومن يعص الله ورسوله فقد غوى إنما ذمه لأنه جمع في الضمير بين الله وبين رسوله في قوله : ومن يعصهما ، فأمره أن يأتي بالمظهر ليترتب اسم الله تعالى في الذكر قبل اسم الرسول - صلى الله عليه وسلم - . وفيه دليل على أن الواو تفيد الترتيب .

                                                          * وفيه لم يكن أسلم من عصاة قريش أحد غير مطيع بن الأسود يريد من كان اسمه العاصي .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية