الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها [72]

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 329 ] قد ذكرناه. ومن حسن ما قيل في معناه أن معنى عرضنا أظهرنا كما تقول: عرضت الجارية على البيع، والمعنى أنا عرضنا الأمانة وتضييعها على أهل السماوات وأهل الأرض من الملائكة والجن والإنس فأبين أن يحملنها أي أن يحملن وزرها، كما قال جل وعز: وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم "وحملها الإنسان" قال الحسن : يراد به الكافر والمنافق، قال: إنه كان ظلوما لنفسه جهولا بربه فيكون على هذا الجواب مجازا مثل "وسئل القرية"، وفيه جواب آخر على أن يكون حقيقة أنه عرض على السماوات والأرض والجبال الأمانة وتضييعها وهي الثواب والعقاب أي أظهر لهن ذلك فلم يحملن وزرها وأطعن فيما أمرن به وما سخرن له، وحملها الإنسان على ما مر من الجواب الذي تقدم.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية