الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم

                                                                                                                                                                                                والذين كفروا يحتمل الرفع على الابتداء والنصب بما يفسره فتعسا لهم كأنه قال: أتعس الذين كفروا. فإن قلت: علام عطف قوله: وأضل أعمالهم ؟ قلت: على الفعل الذي نصب تعسا; لأن المعنى فقال: تعسا لهم، أو فقضى تعسا لهم. وتعسا له: نقيض [ ص: 519 ] "لعاله" قال الأعشى [من البسيط]:


                                                                                                                                                                                                فالتعس أولى لها من أن أقول: لعا



                                                                                                                                                                                                يريد: فالعثور والانحطاط أقرب لها من الانتعاش والثبوت. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: يريد في الدنيا القتل، وفى الآخرة التردي في النار "كرهوا" القرآن وما أنزل الله فيه من التكاليف والأحكام; لأنهم قد ألفوا الإهمال وإطلاق العنان في الشهوات والملاذ فشق عليهم ذلك وتعاظمهم.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية