الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قل من يرزقكم من السماوات والأرض قل الله [24]

                                                                                                                                                                                                                                        "من" في موضع رفع بالابتداء، وهي اسم تام لأنها للاستفهام و"يرزقكم" في موضع الخبر، ويجوز إدغام القاف في الكاف، فتقلب القاف كافا وإنا والأصل وإننا فحذفت النون تخفيفا أو إياكم معطوف على اسم إن ولو عطف على الموضع لكان أو أنتم ويكون لعلى هدى للأول لا غير لو قلت أو أنتم فإذا [ ص: 347 ] قلت: أو إياكم كان للثاني أولى وحذفت من الأول، ويجوز أن يكون للأول وهو اختيار أبي العباس ، قال: ومعناه معنى قول المستنصر بصاحبه على صحة الوعيد واستظهار بالحجة الواضحة أحدنا كاذب وقد عرف المعنى، وكما تقول: أنا أفعل كذا وتفعل أنت كذا وأحدنا مخطئ وقد عرف أنه هو المخطئ، وهكذا وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين قل أروني الذين ألحقتم به شركاء [27].

                                                                                                                                                                                                                                        تكون "أروني" ههنا من رؤية القلب أي عرفوني هذه الأصنام والأوثان التي جعلتموها شركاء لله جل وعز هل شاركته في خلق شيء فبينوا ما هو وإلا فلم تعبدونها؟ ويجوز أن يكون من رؤية البصر فيكون شركاء حالا. قال أبو إسحاق : والمعنى أروني الذين ألحقتموهم به شركاء ثم حذف لأنه في الصلة. قال: ثم قال جل وعز: (كلا) ردع وتنبيه أي ارتدعوا عن هذا القول، وتنبهوا على ضلالكم.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية