الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      ومن الشياطين من يغوصون له ويعملون عملا دون ذلك وكنا لهم حافظين

                                                                                                                                                                                                                                      ومن الشياطين أي : وسخرنا له من الشياطين من يغوصون له في البحار ويستخرجون له من نفائسها . وقيل : "من" رفع على الابتداء وخبره ما قبله ، والأول هو الأظهر . ويعملون عملا دون ذلك أي : غير ما ذكر من بناء المدن والقصور واختراع الصنائع الغريبة لقوله تعالى : يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل ... الآية . وهؤلاء أما الفرقة الأولى أو غيرها لعموم كلمة "من" ، كأنه قيل : "ومن يعملون" وجمع الضمير الراجع إليها باعتبار معناها بعد ما رشح جانبه بقوله تعالى : "ومن الشياطين" روي أن المسخر له عليه السلام كفارهم [ ص: 81 ] لا مؤمنوهم لقوله تعالى : "ومن الشياطين" .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى : وكنا لهم حافظين أي : من أن يزيغوا عن أمره أو يفسدوا على ما هو مقتضى جبلتهم . قيل : وكل بهم جمعا من الملائكة وجمعا من مؤمني الجن . وقال الزجاج : كان يحفظهم من أن يفسدوا ما عملوا ، وكان دأبهم أن يفسدوا بالليل ما عملوه بالنهار .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية