الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
الوجه الخامس عشر من وجوه إعجازه (ورود بعض آياته مجملة وبعضها مبينة) وفي ذلك من حسن البلاغة ما يعجز عنه أولو الفصاحة، لكن هل يجوز بقاؤه مجملا أم لا، أقوال. أصحها لا يبقى المكلف بالعمل به بخلاف غيره. وللإجمال أسباب: أحدها: الاشتراك، نحو: والليل إذا عسعس . فإنه موضوع لأقبل وأدبر. ثلاثة قروء ، فإن القرء موضوع [ ص: 164 ] للحيض والطهر. أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح . يحتمل الزوج والولي، فإن كلا منهما بيده عقدة النكاح. وثانيها: الحذف، نحو: وترغبون أن تنكحوهن . يحتمل في، وعن. وثالثها: اختلاف مرجع الضمير، نحو: إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه . يحتمل عود ضمير الفاعل في يرفعه إلى ما عاد عليه ضمير إليه، وهو الله، ويحتمل عوده على العمل. والمعنى إن العمل الصالح هو الذي يرفع الكلم الطيب. ويحتمل عوده إلى الكلم الطيب، أي أن الكلم الطيب - وهو التوحيد - يرفع العمل الصالح، لأنه لا يصح العمل إلا مع الإيمان. ورابعها: إجمال العطف والاستئناف، نحو: إلا الله والراسخون في العلم يقولون . وخامسها: غرابة اللفظ، نحو: فلا تعضلوهن . وسادسها: عدم كثرة الاستعمال، نحو: يلقون السمع . أي يسمعون. ثاني عطفه ، أي متكبرا. فأصبح يقلب كفيه ، أي نادما. وسابعها: التقديم والتأخير، نحو: ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى . أي: ولولا كلمة وأجل مسمى لكان لزاما. يسألونك كأنك حفي عنها ، أي يسألونك عنها كأنك حفي. وثامنها: قلب المنقول، نحو وطور سينين ، أي: سيناء على إل ياسين ، أي إلياس. وتاسعها: التكرير القاطع لوصل الكلام في الظاهر، نحو: للذين استضعفوا لمن آمن منهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية