الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                [ ص: 39 ] أفبهذا الحديث أنتم مدهنون وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون

                                                                                                                                                                                                أفبهذا الحديث يعني القرآن أنتم مدهنون أي: : : متهاونون به، كمن يدهن في الأمر، أي يلين جانبه ولا يتصلب فيه تهاونا به. وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون على حذف المضاف، يعني: وتجعلون شكر رزقكم التكذيب، موضع الشكر. وقرأ علي - رضي الله عنه -: "وتجعلون شكركم أنكم تكذبون" وقيل: هي قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمعنى: وتجعلون شكركم لنعمة القرآن أنكم تكذبون به. وقيل: نزلت في الأنواء ونسبتهم السقيا إليها. والرزق: المطر، يعني: وتجعلون شكر ما يرزقكم الله من الغيث أنكم تكذبون بكونه من الله، حيث تنسبونه إلى النجوم. وقرئ: "تكذبون" وهو قولهم في القرآن: شعر وسحر وافتراء. وفي المطر: وهو من الأنواء، ولأن كل مكذب بالحق كاذب.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية