الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن مردويه ، عن ابن عباس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله : يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله قال : هم عباد من أمتي، الصالحون منهم لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، وعن الصلاة الخمس المفروضة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، والترمذي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «من كان له مال يبلغه حج بيت ربه، أو تجب عليه فيه الزكاة فلم يفعل، سأل الرجعة عند الموت»، فقال له رجل : يا ابن عباس، اتق الله، فإنما يسأل الرجعة الكفار، فقال : سأتلو عليكم بذلك قرآنا : يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله إلى آخر السورة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، من وجه آخر، عن ابن عباس في قوله : يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله الآية، قال : هو الرجل المؤمن إذا نزل به الموت، وله مال لم يزكه، ولم يحج منه، ولم يعط حق الله منه، يسأل الرجعة عند الموت [ ص: 509 ] ليتصدق من ماله ويزكي، قال الله : ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن الضحاك في قوله : لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله قال : عن الصلوات الخمس، وفي قوله : وأنفقوا من ما رزقناكم قال : يعني الزكاة والنفقة في الحج .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، والبيهقي في «شعب الإيمان» عن عطاء في قوله : لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله قال : الصلاة المفروضة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، عن ابن عباس في قوله : فأصدق قال : أزكي، وأكن من الصالحين قال : أحج .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، عن عاصم أنه قرأ : فأصدق وأكن من الصالحين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، عن عبد الله بن أبي سلمة، أنه قرأ : (فأصدق وأكون من الصالحين) بالواو .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 510 ] وأخرج ابن الأنباري في «المصاحف» عن زيد بن ثابت قال : القراءة سنة من السنن، فاقرءوا القرآن كما أقرئتموه : إن هذان لساحران [طه : 63] فأصدق وأكن من الصالحين .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية