الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
ومن جملة حفظ العلم الذي أودعه الله عند حامله أن يمتثل أمر الله فيه ، فإن الله تعالى أودع العلم من شاء من عباده وأمرهم ببذله للناس ، وتوعدهم على كتمانه فقال { إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون } وقال : { إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب } الآية . وقال { فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون } .

[ ص: 52 ] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { : من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار } رواه أبو داود والترمذي وحسنه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي ورواه الحاكم بنحوه وقال صحيح على شرط الشيخين . وفي رواية ابن ماجه { ما من رجل يحفظ علما فيكتمه إلا أتى يوم القيامة ملجوما بلجام من نار } .

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال { ناصحوا في العلم فإن خيانة أحدكم في علمه أشد من خيانته في ماله وإن الله سائلكم } رواه الطبراني في الكبير ، قال الحافظ المنذري : ورواته ثقات إلا أن أبا سعيد البقال واسمه سعيد بن المرزبان فيه خلاف وقال في باب ذكر الرواة : سعيد بن المرزبان أبو سعد البقال قال الفلاس : متروك الحديث . وقال البخاري : منكر الحديث . وقال أبو زرعة : صدوق مدلس .

واعلم أن الأمانة تضمن بالتعدي أو التفريط ، والتعدي في العلم يشمل كتمانه عن من يستحقه فيلجمه الله بلجام من نار ، ويشمل أن يتخذه سلما يتوصل به إلى تناول الدنيا وشبكة يصطاد بها حطامها ، ويشمل عدم الإخلاص فيه . أما كتمانه فقد ذكرنا دليله .

التالي السابق


الخدمات العلمية