الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6236 [ ص: 155 ] 17 – حدثني محمد بن مقاتل أبو الحسن ، أخبرنا عبد الله ، أخبرنا خالد الحذاء ، عن أبي عثمان النهدي ، عن أبي موسى قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة ، فجعلنا لا نصعد شرفا ولا نعلو شرفا ولا نهبط في واد إلا رفعنا أصواتنا بالتكبير ، قال : فدنا منا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم ، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا ، إنما تدعون سميعا بصيرا ، ثم قال : يا عبد الله بن قيس ألا أعلمك كلمة هي من كنوز الجنة ؟ لا حول ولا قوة إلا بالله .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ، وعبد الله هو ابن المبارك ، وأبو عثمان النهدي عبد الرحمن بن مل ، وأبو موسى عبد الله بن قيس الأشعري .

                                                                                                                                                                                  وقد مر الحديث في كتاب الدعوات في باب الدعاء إذا علا عقبة ، فإنه أخرجه هناك عن سليمان بن حرب ، عن حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن أبي عثمان ، عن أبي موسى . . . إلى آخره ، ومضى أيضا في الجهاد في باب ما يكره من رفع الصوت في التكبير ، أخرجه عن محمد بن يوسف ، عن عاصم ، عن أبي عثمان ، عن أبي موسى الأشعري .

                                                                                                                                                                                  قوله : " في غزاة " هي غزوة خيبر ، والشرف الموضع العالي .

                                                                                                                                                                                  قوله : " اربعوا " بفتح الباء الموحدة أي : ارفقوا بأنفسكم واخفضوا أصواتكم ، يقال : ربع الرجل إذا توقف وانحبس .

                                                                                                                                                                                  قوله : " أصم " ويروى أصما .

                                                                                                                                                                                  قوله : " يا عبد الله بن قيس " هو اسم أبي موسى الأشعري .

                                                                                                                                                                                  قوله : " هي من كنوز الجنة " يعني أن له ثوابا مدخرا نفيسا كالكنز ، فإنه من نفائس مدخراتكم ، وقال النووي : المعنى أن قولها يحصل ثوابا نفيسا مدخرا لصاحبه في الجنة .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية