الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي : هذا باب في قول الله تعالى : وما جعلنا إلى آخره ، قال الثعلبي : في قوله تعالى : وما جعلنا الآية ، قال قوم : هي رؤيا عين ما رأى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ليلة المعراج من العجائب والآيات ، فكان ذلك فتنة للناس ، فقوم أنكروا وكذبوا ، وقوم ارتدوا ، وقوم حدثوا .

                                                                                                                                                                                  قوله : " إلا فتنة أي : بلاء للناس ، وقيل : رأى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بني أمية ينزون على منبره نزو القردة فساءه ذلك ، فما استجمع ضاحكا حتى مات ، فأنزل الله تعالى وما جعلنا الرؤيا التي أريناك الآية ، وقيل : إنما فتن الناس بالرؤيا والشجرة لأن جماعة ارتدوا وقالوا : كيف سري به إلى بيت المقدس في ليلة واحدة ، وقالوا : لما أنزل الله تعالى شجرة الزقوم كيف تكون في النار شجرة لا تأكلها ، فكانت فتنة لقوم واستبصارا لقوم منهم أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه ، ويقال : إنه سمي صديقا ذلك اليوم ، وأصل الفتنة في الأصل الاختبار ثم استعملت في الكفر كقوله تعالى : والفتنة أشد من القتل وفي الإثم كقوله تعالى : ألا في الفتنة سقطوا وفي الإحراق كقوله : إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات وفي الإزالة عن الشيء كقوله : وإن كادوا ليفتنونك وغير ذلك ، والمراد بها في هذا الموضع الاختبار .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية