الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا

                                                                                                                                                                                                القاسطون الكافرون الجائرون عن طريق الحق. وعن سعيد بن جبير رضي الله عنه: أن الحجاج قال له حين أراد قتله: ما تقول في؟ قال: قاسط عادل، فقال القوم: ما أحسن [ ص: 230 ] ما قال؛ حسبوا أنه يصفه بالقسط والعدل; فقال الحجاج : يا جهلة، إنه سماني ظالما مشركا، وتلا لهم قوله تعالى: وأما القاسطون وقوله تعالى: ثم الذين كفروا بربهم يعدلون [الأنعام: 1]. وقد زعم من لا يرى للجن ثوابا أن الله تعالى أوعد قاسطيهم وما وعد مسلميهم; وكفى به وعدا أن قال: فأولئك تحروا رشدا فذكر سبب الثواب وموجبه، والله أعدل من أن يعاقب القاسط ولا يثيب الراشد.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية