الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              2785 [ 1597 ] وعن ابن عمر، قال: كان أهل الجاهلية يتبايعون لحم الجزور إلى حبل الحبلة. وحبل الحبلة: أن تنتج الناقة، ثم تحمل التي نتجت، فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك.

                                                                                              رواه البخاري (2143)، ومسلم (1514) (6)، وأبو داود (3380)، والنسائي ( 7 \ 293 ). [ ص: 363 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 363 ] و ( الجزور ): ما يجزر من الإبل. والجزرة: من غيرها.

                                                                                              و ( حبل الحبلة ) بفتح الباء فيهما، وهو الصحيح في الرواية واللغة. والحبل: مصدر حبلت المرأة - بكسر الباء - تحبل - بفتحها -: إذا حملت. والحبلة: جمع حابلة. وأصل الحبل في بنات آدم، والحمل في غيرهن. قاله أبو عبيد . وقد فسره ابن عمر في الحديث. وإلى تفسيره ذهب مالك ، والشافعي . قال المبرد : حبل الحبلة عندي: حمل الكرمة قبل أن تبلغ. والحبلة: الكرمة - بسكون الباء وفتحها -. وقال ابن الأنباري : والهاء في (حبلة) للمبالغة، كقولهم: سخرة.

                                                                                              قلت: وهذه البيوع كانت بيوعا في الجاهلية نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عنها، لما فيها من الجهل والغرر، والقمار والخطر، وكلها تؤدي إلى أكل المال بالباطل، فمتى وقع شيء منها فهو فاسد، لا يصح بوجه، ولا خلاف أعلمه في ذلك.

                                                                                              و ( اللبستان ) - بكسر اللام -: تثنية لبسة، وهي: هيئة اللباس. ويعني بهما: الاحتباء في ثوب واحد، وليس على فرجه شيء، واشتمال الصماء. وسيأتي لهما مزيد بيان إن شاء الله تعالى.




                                                                                              الخدمات العلمية