الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( ولا تسن الفرعة ) بفتح الفاء والراء وتسمى أيضا الفرع ( وهي ذبح أول ولد الناقة ) كانوا في الجاهلية يأكلون لحمه ويلقون جلده على شجرة ( ولا العتيرة وهي ذبيحة رجب ) أي : شاة كانت العرب تذبحها في العشر الأول من رجب لطواغيتهم وأصنامهم [ ص: 32 ] ويأكلون لحمها ويلقون جلدها على شجرة قاله في المستوعب ، لحديث أبي هريرة { لا فرع ولا عتيرة } متفق عليه وأما حديث عائشة { أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفرعة من كل خمسين واحدة } قال ابن المنذر حديث ثابت فهو منسوخ ، لتأخر إسلام أبي هريرة فإنه كان في فتح خيبر في السنة السابعة من الهجرة ; ولأن الفرع والعتيرة كان فعلهما أمرا متقدما على الإسلام فالظاهر بقاؤهم عليه إلى حين نسخه واستمرار النسخ من غير رفع له .

                                                                                                                      ( ولا يكرهان ) أي : الفرعة والعتيرة ; لأن المراد بالخبر نفي كونهما سنة ، لا تحريم فعلهما ولا كراهته ولكن إذا لم يكن على وجه التشبيه بما كان في الجاهلية وهذا واضح لحديث { من تشبه بقوم فهو منهم } .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية