الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (13) قوله : يا أهل يثرب : يثرب اسم المدينة . وامتناع صرفها إما : للعلمية والوزن ، أو للعلمية والتأنيث ، وأما " يترب " بالتاء المثناة وفتح الراء فموضع آخر قال :


                                                                                                                                                                                                                                      3679 - ... ... ... ... مواعيد عرقوب أخاه بيترب



                                                                                                                                                                                                                                      قوله : لا مقام لكم قرأ حفص بضم الميم ، ونافع وابن عامر بضم ميمه أيضا في الدخان في قوله : إن المتقين في مقام ولم يختلف في الأول أنه بالفتح وهو " ومقام كريم " والباقون بفتح الميم في الموضعين . والضم والفتح مفهومان من سورة مريم عند قوله : خير مقاما [ ص: 101 ] قوله : " عورة " أي : ذات عورة . وقيل : منكشفة للسارق . قال الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                                      3680 - له الشدة الأولى إذا القرن أعورا



                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ ابن عباس وابن يعمر وقتادة وأبو رجاء وأبو حيوة وآخرون " عورة " بكسر الواو ، وكذلك وما هي بعورة وهي اسم فاعل يقال : عور المنزل يعور عورا وعورة فهو عور وبيوت عورة . قال ابن جني : " تصحيح الواو شاذ " يعني حيث تحركت وانفتح ما قبلها ، ولم تقلب ألفا . وفيه نظر لأن شرط ذاك في الاسم الجاري على الفعل أن يعتل فعله نحو : مقام ومقال . وأما هذا ففعله صحيح نحو : عور . وإنما صح الفعل وإن كان فيه مقتضى الإعلال لمدرك آخر : وهو أنه في معنى ما لا يعل وهو أعور ولذلك لم يتعجب من عور وبابه . وأعور المنزل : بدت عورته ، وأعور الفارس : بدا منه خلل للضرب . قال الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                                      3681 - متى تلقهم لم تلق في البيت معورا     ولا الضيف مسجورا ولا الجار مرسلا

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية