الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( عوج ) العين والواو والجيم أصل صحيح يدل على ميل في الشيء أو ميل ، وفروعه ترجع إليه .

                                                          قال الخليل : العوج : عطف رأس البعير بالزمام أو الخطام . والمرأة تعوج رأسها إلى ضجيعها . قال ذو الرمة :


                                                          خليلي عوجا بارك الله فيكما على دار مي من صدور الركائب



                                                          وقال :

                                                          [ ص: 180 ]

                                                          حتى إذا عجن من أجيادهن     لنا عوج الأخشة أعناق العناجيج

                                                          يعني عطف الجواري أعناقهن كما يعطف الخشاش عنق الناقة . وكل شيء تعطفه تقول : عجته فانعاج . قال رؤبة :


                                                          وانعاج عودي كالشظيف الأخشن



                                                          قال الخليل : والعوج : اسم لازم لما تراه العيون في قضيب أو خشب أو غيره وتقول : فيه عوج بين . والعوج : مصدر عوج يعوج عوجا . ويقال اعوج يعوج اعوجاجا وعوجا . فالعوج مفتوح في كل ما كان منتصبا كالحائط والعود ، والعوج ما كان في بساط أو أمر نحو دين ومعاش . يقال منه عود أعوج بين العوج . والنعت أعوج وعوجاء ، والجمع عوج . والعوج من الخيل : التي في أرجلها تحنيب . وأما الخيل الأعوجية فإنها تنسب إلى فرس سابق كان في الجاهلية ، والنسبة إليه أعوجي . ويقال : هو من بنات أعوج . وقال طفيل :


                                                          بنات الوجيه والغراب ولاحق     وأعوج تنمي نسبة المتنسب



                                                          ويمكن أن يكون سمي بذلك لتحنيب كان به . وأما قولهم : ناقة عاج ، وهي المذعان في السير اللينة الانعطاف ، فمن الباب أيضا . قال ذو الرمة :

                                                          [ ص: 181 ]

                                                          تقدى بي الموماة عاج كأنها     أمام المطايا نقنق حين تذعر

                                                          وإذا عطفوها قالوا : عاج عاج .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية