الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( ألم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن إلا الله إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون ( 79 ) )

يقول تعالى ذكره لهؤلاء المشركين : ألم تروا أيها المشركون بالله إلى الطير مسخرات في جو السماء ، يعني : في هواء السماء بينها وبين الأرض ، كما قال إبراهيم بن عمران الأنصاري :


ويل أمها من هواء الجو طالبة ولا كهذا الذي في الأرض مطلوب

يعني : في هواء السماء . ( ما يمسكهن إلا الله ) يقول : ما طيرانها في الجو إلا بالله ، وبتسخيره إياها بذلك ، ولو سلبها ما أعطاها من الطيران لم تقدر على النهوض ارتفاعا . وقوله : ( إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون ) يقول : إن في تسخير الله الطير ، وتمكينه لها الطيران في جو السماء ، لعلامات ودلالات على أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأنه لاحظ للأصنام والأوثان في الألوهة ( لقوم يؤمنون ) يعني : لقوم يقرون بوجدان ما تعاينه أبصارهم ، وتحسه [ ص: 267 ] حواسهم .

وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله ( مسخرات في جو السماء ) : أي في كبد السماء .

التالي السابق


الخدمات العلمية