الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ؛ ويقرأ: " سواء محياهم ومماتهم " ؛ وقد قرئت: " سواء محياهم ومماتهم " ؛ بنصب الممات؛ وحكى بعض النحويين أن ذلك جائز في العربية؛ ومعنى " اجترحوا " : اكتسبوا؛ ويقال: " فلان جارحة أهله " ؛ أي: كاسبهم؛ والاختيار عند سيبويه؛ والخليل؛ وجميع البصريين: " سواء " ؛ برفع " سواء " ؛ وعليه أكثر القراء؛ ويجيزون النصب؛ وتقول: " ظننت زيدا سواء أبوه وأمه " ؛ و " سواء أبوه وأمه " ؛ والرفع أجود؛ لأن " سواء " ؛ في مذهب المصدر؛ كما تقول: " ظننت زيدا ذو استواء أبوه وأمه " ؛ ومن قرأ: " سواء " ؛ بالنصب؛ جعله في موضع " مستويا محياهم ومماتهم " ؛ ومن نصب " محياهم ومماتهم " ؛ فهو عند قوم من النحويين " سواء في محياهم وفي مماتهم " ؛ ويذهب به مذهب الأوقات؛ وهو يجوز على غير ذلك؛ على أن يجعله بدلا من الهاء والميم؛ ويكون المعنى: " أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعل محياهم ومماتهم سواء كالذين آمنوا وعملوا الصالحات " ؛ أي: كمحيا الذين آمنوا وعملوا الصالحات؛ ومماتهم.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية