الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 5473 ] أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون ؛ " أم " ؛ أيضا للإضراب الانتقالي؛ وفيها معنى الاستفهام؛ والمضطر افتعال من " الضرر " ؛ والافتعال دال على شدة الضرر؛ والمعنى: من يقع في الضرر الملجئ للالتجاء إلى الله (تعالى)؛ ولا يجد منقذا للمستصرخ سواه؛ أمن يجيب المضطر إذا دعاه ؛ ولجأ إليه ضارعا مستغيثا به؛ داعيا له؛ وإذا دعاه كشف عنه الأمر الذي يسوؤه؛ ويجعلكم خلفاء الأرض ؛ أي: أنه ينعم عليكم بنعمتين؛ أولاهما: كشف الضر؛ والثانية: يجعلكم الورثة لهذه الأرض؛ ترثون سكانها وزرعها وثمارها؛ وسلطانها؛ فتكونون من المحكمين المسلطين فيها؛ وهذه نعمة عليكم؛ إن شكرتموها؛ فقمتم في حقها بالعدل والقسطاس المستقيم؛ وهي نقمة الله (تعالى) إن ظلمتم؛ وأفسدتم؛ وأقمتم الباطل بدل الحق؛ أيكون من مكنكم ذلك التمكن خيرا؛ أم الأوثان؟ وقد دل على الحق بقوله - سبحانه -: أإله مع الله ؛ أي: لا إله مع الله؛ ولكنكم لا تتذكرون الحق؛ ولا تعتبرون؛ ولذا قال: قليلا ما تذكرون ؛ والتأكيد قلة التذكر؛ أي: قليلا أي قلة ما تتذكرون؛ وتعتبرون؛ وتدركون فضل العقل على الهوى؛ والفكر على الإهمال.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية