الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [ 6 ] وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد .

                                                                                                                                                                                                                                      وانطلق الملأ منهم أي: الأشراف من قريش يحضون بعضهم على التمسك بالوثنية [ ص: 5078 ] ، ويتواصون بالصبر على طغيانهم قائلين: أن امشوا أي: في طريق آبائكم: واصبروا على آلهتكم أي: عبادتها مهما سمعتم من تسفيه أحلامنا، وتفنيد مزاعمنا: إن هذا لشيء يراد تعليل للأمر بالصبر; أي: يراد منا إمضاؤه وتفنيده لا محالة; أي: يريده محمد من غير صارف يلويه، ولا عاطف يثنيه، لا قول يقال من طرف اللسان. أو المعنى: إن هذا الأمر لشيء من نوائب الدهر يراد منا، أي: بنا، فلا انفكاك لنا عنه، وما لنا إلا الاعتصام عليه بالصبر.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية