الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر عدة حوادث

في هذه السنة عصى غازي بن حسان المنبجي على نور الدين محمود بن زنكي صاحب الشام ، وكان نور الدين قد أقطعه مدينة منبج ، فامتنع عليه فيها ، فسير إليهم عسكرا ، فحصروه ، وأخذوها منه ، وأقطعها نور الدين أخاه قطب الدين ينال بن حسان ، وكان عادلا ، خيرا ، محسنا إلى الرعية ، جميل السيرة ، فبقي فيها إلى أن أخذها منه صلاح الدين يوسف بن أيوب سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة .

[ الوفيات ]

وفيها توفي فخر الدين قرا أرسلان بن داود بن سقمان بن أرتق صاحب حصن [ ص: 332 ] كيفا وأكثر ديار بكر ، ولما اشتد مرضه أرسل إلى نور الدين محمود ، صاحب الشام ، يقول له : بيننا صحبة في جهاد الكفار أريد أن ترعى بها ولدي ، ثم توفي ، وملك بعده ولده نور الدين محمد ، فقام نور الدين الشامي بنصرته والذب عنه ، بحيث أن أخاه قطب الدين مودودا ، صاحب الموصل ، أراد قصد بلاده ، فأرسل إليه أخوه نور الدين يمنعه ، ويقول له : إن قصدته أو تعرضت إلى بلاده منعتك قهرا ، فامتنع من قصده .

وفيها توفي أبو المعالي محمد بن الحسين بن حمدون الكاتب ببغداد ، وكان على ديوان الزمام ، فقبض عليه فمات محبوسا .

وفيها توفي قماج المسترشدي ولد الأمير ، يزدن وهو من أكابر الأمراء ببغداد .

التالي السابق


الخدمات العلمية