الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 33 ) فصل : ولا يطهر غير الماء من المائعات بالتطهير ، في قول القاضي وابن عقيل قال ابن عقيل : إلا الزئبق ; فإنه لقوته وتماسكه يجري مجرى الجامد ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم { سئل عن السمن إذا وقعت فيه الفأرة ، فقال : إن كان مائعا فلا تقربوه } رواه أبو داود ، ولو كان إلى تطهيره طريق لم يأمر بإراقته .

                                                                                                                                            واختار أبو الخطاب أن ما يتأتى تطهيره كالزيت ، يطهر به ; لأنه أمكن غسله بالماء فيطهر به ، كالجامد ، وطريق تطهيره جعله في ماء كثير ، ويخاض فيه حتى يصيب الماء جميع أجزائه ، ثم يترك حتى يعلو على الماء ، فيؤخذ ، وإن تركه في جرة وصب عليه ماء ، فخاضه به ، وجعل لها بزالا يخرج منه الماء ، جاز ، والخبر ورد في السمن ، ويحتمل أن لا يمكن تطهيره ; لأنه يجمد في الماء ، ويحتمل أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك الأمر بتطهيره لمشقة ذلك ، وقلة وقوعه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية