الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      [ ص: 179 ] عمرو بن أمية ( ع )

                                                                                      ابن خويلد بن عبد الله بن إياس ، أبو أمية الضمري ، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                                      قال هارون الحمال : شهد مع المشركين بدرا وأحدا .

                                                                                      قلت : بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية وحده وبعثه رسولا إلى النجاشي وغزا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وروى أحاديث .

                                                                                      حدث عنه : ابناه ، جعفر وعبد الله ، وابن أخيه الزبرقان بن عبد الله .

                                                                                      الزهري : عن جعفر بن عمرو بن أمية ، عن أبيه : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أكل من كتف يحتز منها ، ثم صلى ولم يتوضأ .

                                                                                      قال ابن سعد : أسلم حين انصرف المشركون عن أحد . قال : وكان [ ص: 180 ] شجاعا مقداما ، أول مشاهده بئر معونة .

                                                                                      ابن حميد : حدثنا سلمة ، حدثنا ابن إسحاق ، عن عيسى بن معمر ، عن عبد الله بن علقمة بن الفغواء الخزاعي ، عن أبيه ، قال : بعثني النبي - صلى الله عليه وسلم - بمال إلى أبي سفيان يفرقه في فقراء قريش ، وهم مشركون يتألفهم فقال لي : التمس صاحبا ، فلقيت عمرو بن أمية الضمري ، فقال : أنا أخرج معك ، فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لي دونه : يا علقمة إذا بلغت بني ضمرة ، فكن من أخيك على حذر ، فإني قد سمعت قول القائل : أخوك البكري ولا تأمنه . فخرجنا حتى إذا جئنا الأبواء وهي بلاد بني ضمرة ، قال عمرو بن أمية : إني أريد أن آتي بعض قومي هاهنا لحاجة لي ، قلت : لا عليك ، فلما ولى ، ضربت بعيري وذكرت ما أوصاني به النبي - صلى الله عليه وسلم - فإذا هو - والله - قد طلع بنفر منهم معه ، معهم القسي والنبل ، فلما رأيتهم ، ضربت بعيري ، فلما رآني ، قد فت القوم أدركني ، فقال : جئت قومي ، وكانت لي إليهم حاجة ، فقلت : أجل ، فلما قدمت مكة ، دفعت المال إلى أبي سفيان فجعل أبو سفيان يقول : من رأى أبر من هذا وأوصل ، إنا نجاهده ونطلب دمه ، وهو يبعث إلينا بالصلات .

                                                                                      حاتم بن إسماعيل : عن يعقوب ، عن جعفر بن عمرو بن أمية ، قال : بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - عمرو بن أمية إلى النجاشي ، فوجد لهم بابا صغيرا يدخلون [ ص: 181 ] منه مكفرين فدخل منه القهقرى ، فشق عليهم ، وهموا به ، فقال له النجاشي : ما منعك ؟ قال : إنا لا نصنع هذا بنبينا ، قال : صدق ، دعوه ، فقيل للنجاشي : إنه يزعم أن عيسى عبد . قال : ما تقولون في عيسى ؟ قال : كلمة الله وروحه ، قال : ما استطاع عيسى أن يعدو ذلك . .

                                                                                      توفي عمرو بن أمية زمن معاوية .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية