الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  705 126 - حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرنا سالم بن عبد الله، أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - افتتح التكبير في الصلاة، فرفع يديه حين يكبر حتى يجعلهما حذو منكبيه، وإذا كبر للركوع فعل مثله، وإذا قال: سمع الله لمن حمده فعل مثله، وقال: ربنا ولك الحمد، ولا يفعل ذلك حين يسجد، ولا حين يرفع رأسه من السجود.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: " حتى يجعلهما حذو منكبيه "، وهذا اللفظ أيضا يفسر قوله: " إلى أن يرفع يديه " الذي هو الترجمة، وهذا الإسناد بعينه مذكور في أول باب إيجاب التكبير، لكن هناك عن الزهري، عن أنس وهاهنا عن الزهري، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما.

                                                                                                                                                                                  وأبو اليمان الحكم بن نافع، وشعيب ابن أبي حمزة، والزهري محمد بن مسلم.

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه النسائي في الصلاة، عن عمرو بن منصور، عن علي بن عياش، وعن أحمد بن محمد بن المغيرة، عن عثمان بن سعيد، كلاهما عن شعيب .

                                                                                                                                                                                  قوله: " حذو " بفتح الحاء المهملة بمعنى إزاء منكبيه، والمنكب بفتح الميم وكسر الكاف: مجمع عظم العضد والكتف. قوله: " مثله ": أي مثل المذكور من رفع اليدين حذو المنكبين، وكذلك معنى مثله.

                                                                                                                                                                                  الثاني: قوله: " ولا يفعل ذلك ": أي رفع اليدين في الحالتين؛ في حالة السجدة، وفي حالة رفع رأسه من السجدة، فإن (قلت): جاء في حديث عمير بن حبيب الليثي : " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرفع يديه مع كل تكبيرة في الصلاة المكتوبة " رواه ابن ماجه، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا رفدة بن قضاعة الغساني، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبيه، عن جده عمير بن حبيب قال: " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره ".

                                                                                                                                                                                  (قلت): قال ابن حبان : هذا خبر مقلوب إسناده، ومتنه منكر ما رفع النبي - صلى الله عليه وسلم - يديه في كل خفض ورفع قط، وإخبار الزهري، عن سالم، عن أبيه مصرح بضده، وأنه لم يكن يفعل ذلك بين السجدتين، وقال ابن عدي : حديث الرفع يعرف برفدة، وقد روي عن أحمد بن أبي روح البغدادي، عن محمد بن مصعب، عن الأوزاعي، وقال مهنأ : سألت أحمد ويحيى عن هذا الحديث فقالا: ليس بصحيح، ولا يعرف عبيد بن عمير بحديث عن أبيه شيئا، ولا عن جده، وبقية مباحث الحديث قد مضت مستوفاة فيما مضى.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية