الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              2130 16 - باب ما يقال للمتزوج

                                                              157 \ 2043 - عن أبي هريرة : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفأ الإنسان إذا تزوج قال : بارك الله لك، وبارك عليك، وجمع بينكما في خير .

                                                              وأخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه . وقال الترمذي: حسن صحيح.

                                                              قال المنذري: "رفأه " من قولهم: رفأت الثوب ورفوته، فيكون دعاء له بالموافقة والملائمة، ويكون أيضا معناه التسكين والطمأنينة من قولهم: "رفوت الرجل " إذا سكنت ما به من روع .

                                                              [ ص: 449 ]

                                                              التالي السابق


                                                              [ ص: 449 ] قال ابن القيم رحمه الله: فعلى الأول أصله "رفأ"، بالهمز، ثم خفف، فقيل: "رفا"، وعلى الثاني: أصله الواو، فهو من المعتل.

                                                              قال الجوهري: رفوت الرجل، سكنته من الرعب قال أبو خراش الهذلي :

                                                              رفوني وقالوا: يا خويلد لم ترع فقلت وأنكرت الوجوه هم هم



                                                              والمرافاة: الاتفاق. قال:


                                                              ولما أن رأيت أبا رويم يرافيني ويكره أن يلاما



                                                              والرفاء: الالتحام والاتفاق، ويقال: رفيته ترفية، إذا قلت للمتزوج، بالرفاء والبنين، قال ابن السكيت: وإن شئت كان معناه بالسكون والطمأنينة، من رفوت الرجل إذا سكنته. تم كلامه.

                                                              [قال المنذري: وروي "رفح " بالحاء المهملة أبدل من الهمزة حاء، وقال بعضهم: "رقح" بالقاف، والترقيح: إصلاح المعيشة، وقد روي من حديث عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن نقول: بالرفاء والبنين وأمرنا أن نقول: بارك الله لك وبارك عليك - إلا أنة من رواية الحسن البصري عنه، والحسن البصري لم يسمع من عقيل بن أبي طالب. وروي أيضا عن الحسن [ ص: 450 ] مرسلا].

                                                              قال ابن القيم رحمه الله بعده: وقد رواه النسائي في "سننه"، عن الحسن قال: تزوج عقيل بن أبي طالب امرأة من بني جشم، فقيل: له بالرفاء والبنين. فقال: قولوا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بارك الله فيكم، وبارك لكم .




                                                              الخدمات العلمية