الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومما روى معدان بن أبي طلحة عن عمر

[ ص: 444 ] 314 - حدثنا محمد بن المثنى قال : نا يحيى بن سعيد قال : نا هشام بن أبي عبد الله ، عن قتادة ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن معدان : أن عمر بن الخطاب خطب يوم جمعة فذكر نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ، وذكر أبا بكر ثم قال : إني رأيت ديكا نقرني ثلاث نقرات ، وإني لا أراه إلا لحضور أجلي ، وإن أقواما يأمروني أن أستخلف ، وإن الله تبارك وتعالى لم يكن ليضيع دينه ولا خلافته ، والذي بعث به نبيه - صلى الله عليه وسلم - ، فإن عجل بي أمر فالخلافة شورى بين هؤلاء الستة الذين توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عنهم راض ، وإني قد علمت أن أقواما يطعنون في هذا الأمر أنا ضربتهم بيدي هذه على الإسلام ، فإن فعلوا فأولئك أعداء الله الكفرة الضلال ، ثم إني لن أدع بعدي شيئا هو أهم عندي من الكلالة وما راجعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شيء ما راجعته في الكلالة ، وما أغلظ لي في شيء ما أغلظ لي فيها حتى طعن بإصبعه في صدري وقال : " يا عمر أما تكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء " ؟ وإني إن أعش أقض فيها بقضية يقضي بها من يقرأ القرآن ، ومن لا يقرأ القرآن ، اللهم إني أشهدك على أمراء الأمصار فإني إنما بعثتهم ليعلموا الناس سنة نبيهم - صلى الله عليه وسلم - ويقسموا فيئهم بينهم ويرفعوا إلي [ ص: 445 ] ما أشكل عليهم من أمرهم ، ثم إنكم أيها الناس تأكلون شجرتين لا أراهما إلا خبيثتين هذا البصل والثوم ، ولقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا وجد ريحهما من الرجل في المسجد أمر به فأخرج إلى البقيع ، فمن أكلهما فليمتهما طبخا .

315 - وحدثناه إسماعيل بن أبي الحارث قال : نا شبابة قال : نا شعبة ، عن قتادة ، عن سالم ، عن معدان ، عن عمر بنحوه.

[ ص: 446 ] ولا نعلم روى معدان ، عن عمر إلا هذا الحديث ، وإسناده صحيح ، وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في كراهية الثوم والبصل من وجوه فروى ذلك معقل بن يسار ، وجابر بن عبد الله ، وأبو هريرة ، وأنس بن مالك ، والمغيرة بن شعبة ، فذكرناه عن عمر ، وحده .

التالي السابق


الخدمات العلمية