الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( كبا ) ( هـ ) فيه : ما عرضت الإسلام على أحد إلا كانت عنده له كبوة ، غير [ ص: 146 ] أبي بكر فإنه لم يتلعثم الكبوة : الوقفة كوقفة العاثر ، أو الوقفة عند الشيء يكرهه الإنسان .

                                                          ( هـ ) ومنه : " كبا الزند " إذا لم يخرج نارا .

                                                          ومنه حديث أم سلمة : " قالت لعثمان : لا تقدح بزند كان رسول الله أكباها " أي : عطلها من القدح فلم يور بها .

                                                          ( هـ ) وفي حديث العباس : قال : يا رسول الله ، إن قريشا جعلوا مثلك مثل نخلة في كبوة من الأرض قال شمر : لم نسمع الكبوة ، ولكنا سمعنا الكبا ، والكبة ، وهي الكناسة والتراب الذي يكنس من البيت .

                                                          وقال غيره : الكبة : من الأسماء الناقصة ، أصلها : كبوة ، مثل قلة وثبة ، أصلهما : قلوة وثبوة ، ويقال للربوة كبوة ( بالضم ) .

                                                          وقال الزمخشري : الكبا : الكناسة ، وجمعه : أكباء ، والكبة بوزن قلة وظبة ونحوهما . وأصلها : كبوة ، وعلى الأصل جاء الحديث ، إلا أن المحدث لم يضبط الكلمة فجعلها كبوة ( بالفتح ) فإن صحت الرواية ( بها ) فوجهه أن تطلق الكبوة [ وهي المرة الواحدة من الكسح ، على الكساحة والكناسة ] .

                                                          ومنه الحديث : إن ناسا من الأنصار قالوا له : إنا نسمع من قومك : إنما مثل محمد كمثل نخلة تنبت في كبا " هي - بالكسر والقصر - : الكناسة ، وجمعها : أكباء .

                                                          ( س ) ومنه الحديث : قيل له : أين ندفن ابنك ؟ قال : عند فرطنا عثمان بن مظعون ، وكان قبر عثمان عند كبا بني عمرو بن عوف أي : كناستهم .

                                                          [ ص: 147 ] ( س ) ومنه الحديث : لا تشبهوا باليهود تجمع الأكباء في دورها أي : الكناسات .

                                                          ( س ) وفي حديث أبي موسى : " فشق عليه حتى كبا وجهه " أي : ربا وانتفخ من الغيظ ، يقال : كبا الفرس يكبو إذا انتفخ وربا ، وكبا الغبار إذا ارتفع .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث جرير : " خلق الله الأرض السفلى من الزبد الجفاء والماء الكباء " أي : العالي العظيم ، المعنى أنه خلقها من زبد اجتمع للماء وتكاثف في جنباته ، وجعله الزمخشري حديثا مرفوعا .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية