الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وله تأخيرها ما لم يظن مانع كموت ، وقتل ، وحيض ، وكمن أعير سترة أول الوقت فقط ، أو متوضئ عدم الماء سفرا لا تبقى طهارته إلى آخره ، ولا يرجو وجوده مع عزمه ، وقيل وبدونه ، وعليهما هل يأثم المتردد حتى يضيق وقتها عن بعضها ، فيحرم لغير جمع ، أو شرط قريب ، ويأثم من عزم على الترك إجماعا ، ومتى فعلت في وقتها فهي أداء .

                                                                                                          وقال شيخنا أو شرط قريب ليس مذهبا لأحمد وأصحابه ، وأن الوقت يقدم ، واختار تقديم الشرط إن انتبه قرب طلوعها ، ومن صحت منه مع الكراهة كالحاقن لا يجوز أن يشتغل بالطهارة إن خرج الوقت ( و ) ويحرم التأخير بلا عذر إلى وقت ضرورة في الأصح ، وقاله أبو المعالي وغيره في العصر ، ولعل مرادهم لا يكره أداؤها ، وكره الحنفية التأخير ، واختلفوا في الأداء ، لأنه مأمور به فلا يكره ، ومن له التأخير فمات قبل الفعل لم يأثم في الأصح ( و ) وتسقط إذن بموته ( و ) قال القاضي وغيره لأنها لا تدخلها النيابة ، فلا فائدة في بقائها في الذمة بخلاف الزكاة والحج ، وعلى أنه لا يمتنع أنه لا يأثم والحق في الذمة كدين معسر لا يسقط بموته ، ولا يأثم بالتأخير لدخول [ ص: 294 ] النيابة لجواز الإبراء ، أو قضاء الغير عنه ، وقيل له لو وجبت الزكاة لطولب بها في الآخرة ولحقه المأثم كما لو أمكنه " فقال : هذا لا يمنع من ثبوت الحق في الذمة بدليل الدين المؤجل والمعسر بالدين ، ولابن عقيل معنى ذلك في الفنون .

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          الخدمات العلمية