قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=16أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=16أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم قراءة العامة بضم الياء فيهما . وقرئ ( يتقبل ، ويتجاوز ) بفتح الياء ، والضمير فيهما يرجع لله عز وجل . وقرأ
حفص وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي نتقبل ، ونتجاوز النون فيهما ، أي :
[ ص: 183 ] نغفرها ونصفح عنها . والتجاوز أصله من جزت الشيء إذا لم تقف عليه . وهذه الآية تدل على أن الآية التي قبلها
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=15ووصينا الإنسان إلى آخرها مرسلة نزلت على العموم . وهو قول
الحسن . ومعنى نتقبل عنهم أي : نتقبل منهم الحسنات ونتجاوز عن السيئات . قال
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم - ويحكيه مرفوعا - : إنهم إذا أسلموا قبلت حسناتهم وغفرت سيئاتهم . وقيل : الأحسن ما يقتضي الثواب من الطاعات ،
nindex.php?page=treesubj&link=20584وليس في الحسن المباح ثواب ولا عقاب ، حكاه
ابن عيسى .
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=16في أصحاب الجنة في بمعنى مع ، أي : مع أصحاب الجنة ، تقول : أكرمك وأحسن إليك في جميع أهل البلد ، أي : مع جميعهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=16وعد الصدق نصب لأنه مصدر مؤكد لما قبله ، أي : وعد الله أهل الإيمان أن يتقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم وعد الصدق . وهو من باب إضافة الشيء إلى نفسه لأن الصدق هو ذلك الوعد الذي وعده الله ، وهو كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=95حق اليقين وهذا عند الكوفيين ، فأما عند
البصريين فتقديره : وعد الكلام الصدق أو الكتاب الصدق ، فحذف الموصوف . وقد مضى هذا في غير موضع . الذي كانوا يوعدون في الدنيا على ألسنة الرسل ، وذلك الجنة .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=16أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=16أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ قِرَاءَةُ الْعَامَّةِ بِضَمِّ الْيَاءِ فِيهِمَا . وَقُرِئَ ( يَتَقَبَّلُ ، وَيَتَجَاوَزُ ) بِفَتْحِ الْيَاءِ ، وَالضَّمِيرُ فِيهِمَا يَرْجِعُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ . وَقَرَأَ
حَفْصٌ وَحَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ نَتَقَبَّلُ ، وَنَتَجَاوَزُ النُّونُ فِيهِمَا ، أَيْ :
[ ص: 183 ] نَغْفِرُهَا وَنَصْفَحُ عَنْهَا . وَالتَّجَاوُزُ أَصْلُهُ مِنْ جُزْتُ الشَّيْءَ إِذَا لَمْ تَقِفْ عَلَيْهِ . وَهَذِهِ الْآيَةُ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْآيَةَ الَّتِي قَبْلَهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=15وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ إِلَى آخِرِهَا مُرْسَلَةٌ نَزَلَتْ عَلَى الْعُمُومِ . وَهُوَ قَوْلُ
الْحَسَنِ . وَمَعْنَى نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَيْ : نَتَقَبَّلُ مِنْهُمُ الْحَسَنَاتِ وَنَتَجَاوَزُ عَنِ السَّيِّئَاتِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15944زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ - وَيَحْكِيهِ مَرْفُوعًا - : إِنَّهُمْ إِذَا أَسْلَمُوا قُبِلَتْ حَسَنَاتُهُمْ وَغُفِرَتْ سَيِّئَاتُهُمْ . وَقِيلَ : الْأَحْسَنُ مَا يَقْتَضِي الثَّوَابَ مِنَ الطَّاعَاتِ ،
nindex.php?page=treesubj&link=20584وَلَيْسَ فِي الْحَسَنِ الْمُبَاحِ ثَوَابٌ وَلَا عِقَابٌ ، حَكَاهُ
ابْنُ عِيسَى .
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=16فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ فِي بِمَعْنَى مَعَ ، أَيْ : مَعَ أَصْحَابِ الْجَنَّةِ ، تَقُولُ : أَكْرَمَكَ وَأَحْسَنَ إِلَيْكَ فِي جَمِيعِ أَهْلِ الْبَلَدِ ، أَيْ : مَعَ جَمِيعِهِمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=16وَعْدَ الصِّدْقِ نُصِبَ لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ مُؤَكِّدٌ لِمَا قَبْلَهُ ، أَيْ : وَعَدَ اللَّهُ أَهْلَ الْإِيمَانِ أَنْ يَتَقَبَّلَ مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَيَتَجَاوَزَ عَنْ مُسِيئِهِمْ وَعْدَ الصِّدْقِ . وَهُوَ مِنْ بَابِ إِضَافَةِ الشَّيْءِ إِلَى نَفْسِهِ لِأَنَّ الصِّدْقَ هُوَ ذَلِكَ الْوَعْدُ الَّذِي وَعَدَهُ اللَّهُ ، وَهُوَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=95حَقُّ الْيَقِينِ وَهَذَا عِنْدَ الْكُوفِيِّينَ ، فَأَمَّا عِنْدَ
الْبَصْرِيِّينَ فَتَقْدِيرُهُ : وَعْدُ الْكَلَامِ الصِّدْقِ أَوِ الْكِتَابُ الصِّدْقِ ، فَحَذَفَ الْمَوْصُوفَ . وَقَدْ مَضَى هَذَا فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ . الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ فِي الدُّنْيَا عَلَى أَلْسِنَةِ الرُّسُلِ ، وَذَلِكَ الْجَنَّةُ .