الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر رحيل صلاح الدين إلى بلد الفرنج

لما أراد صلاح الدين المسير عن دمشق حضر عند القاضي الفاضل مودعا له [ ص: 48 ] ومستشيرا .

وكان مريضا ، وودعه وسار عن دمشق منتصف ربيع الأول إلى حمص ، فنزل على بحيرة قدس غربي حمص ، وجاءته العساكر : فأول من أتاه من أصحاب الأطراف عماد الدين : زنكي بن مودود بن آقسنقر ، صاحب سينجار ، ونصيبين ، والخابور ، وتلاحقت العساكر من الموصل وديار الجزيرة وغيرها ، فاجتمعت عليه وكثرت عنده .

فسار حتى نزل تحت حصن الأكراد من الجانب الشرقي ، وكنت معه حينئذ ، فأقام يومين ، وسار جريدة وترك أثقال العسكر موضعها تحت الحصن ، ودخل إلى بلد الفرنج فأغار على صافيثا والعريمة ويحمور .

وغيرها من البلاد والولايات ، ووصل إلى قرب طرابلس ، وأبصر البلاد ، وعرف من يأتيها ، وأين يسلك منها ، ثم عاد إلى معسكره سالما .

وقد غنم العسكر من الدواب على اختلاف أنواعها ما لا حد له . وأقام تحت حصن الأكراد إلى آخر ربيع الآخر .

التالي السابق


الخدمات العلمية