الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلا ( 4 ) الرحمن على العرش استوى ( 5 ) )

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : هذا القرآن تنزيل من الرب الذي خلق الأرض والسماوات العلى ، والعلى : جمع عليا .

واختلف أهل العربية في وجه نصب قوله ( تنزيلا ) فقال بعض نحويي البصرة : نصب ذلك بمعنى : نزل الله تنزيلا وقال بعض من أنكر ذلك من قيله هذا من كلامين ، ولكن المعنى : هو تنزيل ، ثم أسقط هو ، واتصل بالكلام الذي قبله ، فخرج منه ، ولم يكن من لفظه .

قال أبو جعفر : والقولان جميعا عندي غير خطأ .

وقوله ( الرحمن على العرش استوى ) يقول تعالى ذكره : الرحمن على عرشه ارتفع وعلا .

وقد بينا معنى الاستواء بشواهده فيما مضى وذكرنا اختلاف المختلفين فيه فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع . وللرفع في الرحمن وجهان : أحدهما بمعنى قوله : تنزيلا فيكون معنى الكلام : نزله من خلق الأرض والسماوات ، نزله [ ص: 271 ] الرحمن الذي على العرش استوى ، والآخر بقوله ( على العرش استوى ) لأن في قوله استوى ، ذكرا من الرحمن .

التالي السابق


الخدمات العلمية