الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            المطلوب الخامس : قوله : ( رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ) وفيه مسائل :

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الأولى : احتج أصحابنا بهذا الآية على أن أفعال العبد مخلوقة لله تعالى فقالوا : إن قوله تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السلام : ( واجنبني وبني أن نعبد الأصنام ) يدل على أن ترك المنهيات لا يحصل إلا من الله ، وقوله : ( رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ) يدل على أن فعل المأمورات لا يحصل إلا من الله ، وذلك تصريح بأن إبراهيم عليه السلام كان مصرا على أن الكل من الله .

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الثانية : تقدير الآية : ( رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ) أي واجعل بعض ذريتي كذلك ؛ لأن كلمة " من " في قوله : ( ومن ذريتي ) للتبعيض ، وإنما ذكر هذا التبعيض لأنه علم بإعلام الله تعالى أنه يكون في ذريته جمع من الكفار وذلك قوله : ( لا ينال عهدي الظالمين ) [ البقرة : 124 ] .

                                                                                                                                                                                                                                            المطلوب السادس : أنه عليه السلام لما دعا الله في المطالب المذكورة دعا الله تعالى في أن يقبل دعاءه فقال : ( ربنا وتقبل دعاء ) وقال ابن عباس : يريد عبادتي بدليل قوله تعالى : ( وأعتزلكم وما تدعون من دون الله ) [ مريم : 48 ] .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية