الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          [ ص: 44 ] باب التاء

                                                          ت ا : ( التاء ) حرف من حروف الزيادات وهي تزاد في المستقبل للمخاطب تقول أنت تفعل . وتدخل في أمر الغائبة ، تقول : لتقم هند ، وربما أدخلوها في أمر المخاطب كما قرئ قوله تعالى : " فبذلك فلتفرحوا " قال الأخفش : إدخال اللام في أمر المخاطب لغة رديئة للاستغناء عنها بقولك افعل ، بخلاف الغائب فإنه متعذر فيه . وتدخل أيضا فيما لم يسم فاعله فتقول في زهي الرجل لتزه يا رجل ولتعن بحاجتي . و ( التاء ) في القسم بدل من الواو والواو بدل من الباء ، يقال : تالله لقد كان كذا ، ولا تدخل في غير هذا الاسم . وقد تزاد للمؤنث في أول المستقبل وفي آخر الماضي ، تقول : هي تفعل وفعلت ، فإن تأخرت عن الاسم كانت ضميرا ، وإن تقدمت كانت علامة . وقد تكون ضمير الفاعل في قولك فعلت ، ويستوي فيه المذكر والمؤنث فإن خاطبت مذكرا فتحت وإن خاطبت مؤنثا كسرت . ونسبة القصيدة التي قوافيها على التاء تاوية .

                                                          و ( تا ) اسم يشار به إلى المؤنث مثل ذا للمذكر ، وته مثل ذه ، وتان للتثنية وألاء للجمع . ويدخل عليها ها للتنبيه فتقول : هاتا هند وهاتان وهؤلاء . وإذا خاطبت جئت بالكاف فقلت تيك وتلك وتاك وتلك بفتح التاء ، وهي لغة رديئة ، وللتثنية تانك وتانك بالتشديد والجمع أولئك وأولاك وأولالك ، فالكاف لمن تخاطبه في التذكير والتأنيث والتثنية والجمع ، وما قبل الكاف لمن تشير إليه في التذكير والتأنيث والتثنية والجمع ، فإن حفظت هذا الأصل لم تخطئ في شيء من مسائله . وتدخل ها على تيك وتاك ، تقول : هاتيك هند وهاتاك هند ، ولا تدخل ها على تلك لأن اللام عوض من ها التنبيه ، وتالك لغة في تلك .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية