الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( فتعالى الله الملك الحق ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما ( 114 ) ) [ ص: 382 ] يقول تعالى ذكره : فارتفع الذي له العبادة من جميع خلقه الملك الذي قهر سلطانه كل ملك وجبار ، الحق عما يصفه به المشركون من خلقه ( ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه ) يقول جل ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : ولا تعجل يا محمد بالقرآن ، فتقرئه أصحابك ، أو تقرأه عليهم ، من قبل أن يوحى إليك بيان معانيه ، فعوتب على إكتابه وإملائه ما كان الله ينزله عليه من كتابه من كان يكتبه ذلك من قبل أن يبين له معانيه ، وقيل : لا تتله على أحد ، ولا تمله عليه حتى نبينه لك .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله ( ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه ) قال : لا تتله على أحد حتى نبينه لك .

حدثنا القاسم قال : ثنا الحسين قال : ثني حجاج عن ابن جريج قال : يقول : لا تتله على أحد حتى نتمه لك ، هكذا قال القاسم : حتى نتمه .

حدثني محمد بن سعد قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله ( ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه ) يعنى : لا تعجل حتى نبينه لك .

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة ( ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه ) : أي : بيانه .

حدثنا الحسن قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن قتادة ( ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه ) قال : تبيانه .

حدثنا ابن المثنى وابن بشار قالا ثنا محمد بن جعفر قال : ثنا شعبة عن قتادة ( من قبل أن يقضى إليك وحيه ) من قبل أن يبين لك بيانه .

وقوله ( وقل رب زدني علما ) يقول تعالى ذكره : وقل يا محمد : رب زدني علما إلى ما علمتني أمره بمسألته من فوائد العلم ما لا يعلم .

[ ص: 383 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية