الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( كنا ) ( س ) فيه " إن للرؤيا كنى ، ولها أسماء ، فكنوها بكناها ، واعتبروها بأسمائها " الكنى : جمع كنية ، من قولك : كنيت عن الأمر وكنوت عنه ، إذا وريت عنه بغيره .

                                                          أراد : مثلوا لها مثالا إذا عبرتموها . وهي التي يضربها ملك الرؤيا للرجل في منامه ; لأنه يكني بها عن أعيان الأمور ، كقولهم في تعبير النخل : إنها رجال ذوو أحساب من العرب ، وفي الجوز : إنها رجال من العجم ، لأن النخل أكثر ما يكون في بلاد العرب ، والجوز أكثر ما يكون في بلاد العجم .

                                                          وقوله : " فاعتبروها بأسمائها " : أي اجعلوا أسماء ما يرى في المنام عبرة وقياسا ، كأن رأى رجلا يسمى سالما فأوله بالسلامة ، وغانما فأوله بالغنيمة .

                                                          * وفي حديث بعضهم " رأيت علجا يوم القادسية وقد تكنى وتحجى " أي : تستر ، من كنى عنه إذا ورى ، أو من الكنية ، كأنه ذكر كنيته عند الحرب ليعرف ، وهو من شعار المبارزين في الحرب . يقول أحدهم : أنا فلان ، وأنا أبو فلان .

                                                          * ومنه الحديث " خذها مني وأنا الغلام الغفاري " .

                                                          وقول علي : " أنا أبو حسن القرم " .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية