الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      وقد كان هذا الإمام سيدا وسيما جميلا عاقلا رزينا جوادا ممدحا خيرا دينا ، ورعا محتشما كبير الشأن . وكان منكاحا مطلاقا ، تزوج نحوا من سبعين امرأة ، وقلما كان يفارقه أربع ضرائر .

                                                                                      عن جعفر الصادق ; أن عليا قال : يا أهل الكوفة ! لا تزوجوا الحسن ، فإنه مطلاق ، فقال رجل : والله لنزوجنه ، فما رضي أمسك ، وما كره طلق .

                                                                                      قال ابن سيرين : تزوج الحسن امرأة فأرسل إليها بمائة جارية ، مع كل جارية ألف درهم .

                                                                                      وكان يعطي الرجل الواحد مائة ألف .

                                                                                      وقيل : إنه حج خمس عشرة مرة ، وحج كثيرا منها ماشيا من المدينة إلى مكة ، ونجائبه تقاد معه .

                                                                                      الحاكم في " مستدركه " من طريق عمرو بن مرة ، عن عبد الله بن الحارث ، عن زهير بن الأقمر البكري ، قال : قام الحسن بن علي يخطبهم ، فقام رجل من أزد شنوءة ، فقال : أشهد لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واضعه في حبوته ، وهو يقول : من أحبني فليحبه ، وليبلغ الشاهد الغائب .

                                                                                      [ ص: 254 ] وفي " جامع الترمذي " من طريق علي بن الحسين بن علي ، عن أبيه ، عن جده ; أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ الحسن والحسين ، فقال : من أحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة .

                                                                                      إسناده ضعيف ، والمتن منكر .

                                                                                      المسند : حدثنا غندر ، حدثنا شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الله بن الحارث ، عن زهير بن الأقمر ، قال : بينما الحسن يخطب بعدما قتل علي ، إذ قام رجل من الأزد ، آدم طوال ، فقال : لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واضعه في حبوته يقول : من أحبني فليحبه ، فليبلغ الشاهد الغائب . ولولا عزمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما حدثتكم .

                                                                                      علي بن صالح ، وأبو بكر بن عياش عن عاصم ، عن زر ، عن عبد الله : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : هذان ابناي ، من أحبهما فقد أحبني .

                                                                                      جماعة : عن شهر بن حوشب ، عن أم سلمة : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جلل حسنا وحسينا وفاطمة بكساء ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي ، اللهم أذهب عنهم الرجس ، وطهرهم تطهيرا .

                                                                                      [ ص: 255 ] إسرائيل : عن ابن أبي السفر ، عن الشعبي ، عن حذيفة ، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يا حذيفة ، جاءني جبريل ، فبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة .

                                                                                      وروي نحوه عن قيس بن أبي حازم ، وزر ، عن حذيفة .

                                                                                      إسماعيل بن عياش : حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن سعيد بن راشد ، عن يعلى بن مرة ، قال : جاء الحسن والحسين يسعيان إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاء أحدهما قبل الآخر ، فجعل يده في رقبته ، ثم ضمه إلى إبطه ، ثم قبل هذا ، ثم قبل هذا ، وقال : إني أحبهما فأحبهما ، ثم قال : أيها الناس ، إن الولد مبخلة مجبنة مجهلة .

                                                                                      معمر : عن ابن خثيم ، عن محمد بن الأسود بن خلف ، عن أبيه ، أن [ ص: 256 ] النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذ حسنا فقبله ، ثم أقبل عليهم ، فقال : إن الولد مبخلة مجبنة .

                                                                                      كامل أبو العلاء : عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في صلاة العشاء ، فكان إذا سجد ، ركب الحسن والحسين على ظهره ، فإذا رفع رأسه رفعهما رفعا رفيقا ، ثم إذا سجد عادا ، فلما صلى قلت : ألا أذهب بهما إلى أمهما ؟ قال : فبرقت برقة ، فلم يزالا في ضوئها حتى دخلا على أمهما .

                                                                                      رواه أبو أحمد الزبيري ، وأسباط بن محمد عنه .

                                                                                      زيد بن الحباب : عن حسين بن واقد : حدثني عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب ، فأقبل الحسن والحسين ، عليهما قميصان أحمران ، يعثران ويقومان ، فنزل فأخذهما ، فوضعهما بين يديه ; ثم قال : صدق الله : إنما أموالكم وأولادكم فتنة رأيت هذين ، فلم أصبر . ثم أخذ في خطبته .

                                                                                      أبو شهاب : مسروح ، عن الثوري ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، قال : دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يمشي على أربع ، وعلى ظهره الحسن والحسين ، وهو يقول : نعم الجمل جملكما ، ونعم العدلان أنتما .

                                                                                      مسروح : لين .

                                                                                      [ ص: 257 ] جرير بن حازم : حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب ، عن عبد الله بن شداد ، عن أبيه ، قال : خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو حامل حسنا أو حسينا ، فتقدم ، فوضعه ، ثم كبر في الصلاة ، فسجد سجدة أطالها ، فرفعت رأسي فإذا الصبي على ظهره ، فرجعت في سجودي . فلما قضى صلاته ، قالوا : يا رسول الله : إنك أطلت ! قال : إن ابني ارتحلني ، فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته .

                                                                                      قلت : أين الفقيه المتنطع عن هذا الفعل ؟

                                                                                      عن سلمة بن وهرام ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حاملا الحسن على عاتقه ، فقال رجل : يا غلام ! نعم المركب ركبت ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ونعم الراكب هو .

                                                                                      رواه أبو يعلى في مسنده .

                                                                                      أحمد في مسنده : حدثنا تليد بن سليمان ، حدثنا أبو الجحاف ، حدثنا أبو حازم ، عن أبي هريرة ، قال : نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى [ ص: 258 ] علي وابنيه وفاطمة ، فقال : أنا حرب لمن حاربكم ، سلم لمن سالمكم .

                                                                                      الطيالسي في مسنده حدثنا عمرو بن ثابت ، عن أبي فاختة ، قال علي : زارنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبات عندنا ، والحسن والحسين نائمان ، فاستسقى الحسن ، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى قربة وسقاه ، فتناول الحسين ليشرب ، فمنعه ، وبدأ بالحسن ، فقالت فاطمة : يا رسول الله كأنه أحبهما إليك ، قال : لا ، ولكن هذا استسقى أولا . ثم قال : إني وإياك وهذين يوم القيامة في مكان واحد . وأحسبه قال : وعليا .

                                                                                      بقية : عن بحير ، عن خالد بن معدان ، عن المقدام بن معد يكرب ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : حسن مني ، والحسين من علي .

                                                                                      رواه ثلاثة عنه ، وإسناده قوي .

                                                                                      ابن عون : عن عمير بن إسحاق ، قال : كنت مع الحسن ، فلقينا أبو هريرة ، فقال : أرني أقبل منك حيث رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبل ، فقال بقميصه فقبل سرته .

                                                                                      [ ص: 259 ] رواه عدة عنه .

                                                                                      حريز بن عثمان : عن عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي ، عن معاوية ، قال : رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمص لسانه أو شفته ، يعني الحسن ، وإنه لن يعذب لسان أو شفتان مصهما رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                                      رواه أحمد .

                                                                                      يحيى بن معين : حدثنا يحيى بن سعيد الأموي ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال للحسن : إن ابني هذا سيد يصلح الله به فئتين من المسلمين .

                                                                                      ومثله من حديث الحسن عن أبي بكرة .

                                                                                      رواه يونس ومنصور بن زاذان ، وإسرائيل أبو موسى ، وهشام بن حسان ، وأشعث بن سوار ، ومبارك بن فضالة ، وغيرهم عنه .

                                                                                      الواقدي : حدثني موسى بن محمد التيمي ، عن أبيه أن عمر لما دون الديوان ، ألحق الحسن والحسين بفريضة أبيهما ، لقرابتهما من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرض لكل منهما خمسة آلاف درهم .

                                                                                      [ ص: 260 ] أبو المليح الرقي : حدثنا أبو هاشم الجعفي قال : فاخر يزيد بن معاوية الحسن بن علي ، فقال له أبوه : فاخرت الحسن ؟ قال : نعم . قال : لعلك تظن أن أمك مثل أمه ، أو جدك كجده ، فأما أبوك وأبوه فقد تحاكما إلى الله ، فحكم لأبيك على أبيه .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية