nindex.php?page=treesubj&link=29025قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=18كذبت عاد فكيف كان عذابي ونذر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=19إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=20تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=21فكيف كان عذابي ونذر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=22ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر [ ص: 124 ] قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=18كذبت عاد هم قوم
هود .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=21فكيف كان عذابي ونذر وقعت " نذر " في هذه السورة في ستة أماكن محذوفة الياء في جميع المصاحف ، وقرأها
يعقوب مثبتة في الحالين ،
nindex.php?page=showalam&ids=17274وورش في الوصل لا غير ، وحذف الباقون . ولا خلاف في حذف الياء من قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=5فما تغن النذر والواو من قوله : يدع فأما الياء من " الداع " الأولى فأثبتها في الحالين
ابن محيصن ويعقوب وحميد والبزي ، وأثبتها
ورش وأبو عمرو في الوصل ، وحذف الباقون . وأما " الداع " الثانية فأثبتها
يعقوب وابن محيصن وابن كثير في الحالين ، وأثبتها
أبو عمرو ونافع في الوصل ، وحذفها الباقون .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=19إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا أي شديدة البرد ; قاله
قتادة والضحاك . وقيل : شديدة الصوت . وقد مضى في ( حم السجدة ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=19في يوم نحس مستمر أي في يوم كان مشئوما عليهم . وقال
ابن عباس : أي في يوم كانوا يتشاءمون به .
الزجاج : قيل في يوم أربعاء .
ابن عباس : كان آخر أربعاء في الشهر أفنى صغيرهم وكبيرهم . وقرأ
هارون الأعور " نحس " بكسر الحاء وقد مضى القول فيه في فصلت
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=16في أيام نحسات . و
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=19في يوم نحس مستمر أي دائم الشؤم استمر عليهم بنحوسه ، واستمر عليهم فيه العذاب إلى الهلاك . وقيل : استمر بهم إلى نار جهنم . وقال
الضحاك : كان مرا عليهم . وكذا حكى
الكسائي أن قوما قالوا هو من المرارة ; يقال : مر الشيء وأمر أي كان كالشيء المر تكرهه النفوس . وقد قال : فذوقوا والذي يذاق قد يكون مرا . وقد قيل : هو من المرة بمعنى القوة . أي
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=19في يوم نحس مستمر مستحكم الشؤم كالشيء المحكم الفتل الذي لا يطاق نقضه . فإن قيل : فإذا كان يوم الأربعاء يوم نحس مستمر فكيف يستجاب فيه الدعاء ؟ وقد
جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم استجيب له فيه فيما بين الظهر والعصر . وقد مضى في ( البقرة ) حديث
جابر بذلك . فالجواب - والله أعلم - ما جاء في خبر يرويه
مسروق عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
أتاني جبريل فقال : إن الله يأمرك أن تقضي باليمين مع الشاهد وقال : يوم الأربعاء يوم نحس مستمر ومعلوم أنه لم يرد بذلك أنه نحس على الصالحين ، بل أراد أنه نحس على الفجار والمفسدين ; كما كانت الأيام النحسات المذكورة في القرآن نحسات على الكفار من
قوم عاد لا على نبيهم والمؤمنين به منهم ، وإذا كان كذلك لم يبعد أن يمهل
[ ص: 125 ] الظالم من أول يوم الأربعاء إلى أن تزول الشمس ، فإذا أدبر النهار ولم يحدث رجعة استجيب دعاء المظلوم عليه ، فكان اليوم نحسا على الظالم ; ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان على الكفار ، وقول
جابر في حديثه : " لم ينزل بي أمر غليظ " إشارة إلى هذا . والله أعلم .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=20تنزع الناس في موضع الصفة للريح أي تقلعهم من مواضعهم . قيل : قلعتهم من تحت أقدامهم اقتلاع النخلة من أصلها . وقال
مجاهد : كانت تقلعهم من الأرض ، فترمي بهم على رءوسهم فتندق أعناقهم وتبين رءوسهم عن أجسادهم . وقيل : تنزع الناس من البيوت . وقال
محمد بن كعب عن أبيه قال النبي صلى الله عليه وسلم :
انتزعت الريح الناس من قبورهم . وقيل : حفروا حفرا ودخلوها فكانت الريح تنزعهم منها وتكسرهم ، وتبقي تلك الحفر كأنها أصول نخل قد هلك ما كان فيها فتبقى مواضعها منقعرة . يروى أن سبعة منهم حفروا حفرا وقاموا فيها ليردوا الريح . قال
ابن إسحاق : لما هاجت الريح قام نفر سبعة من
عاد سمي لنا منهم ستة من أشد
عاد وأجسمها ، منهم :
عمرو بن الحلي والحارث بن شداد والهلقام وابنا
تقن وخلجان بن سعد فأولجوا العيال في شعب بين جبلين ، ثم اصطفوا على باب الشعب ليردوا الريح عمن في الشعب من العيال ، فجعلت الريح تجعفهم رجلا رجلا ، فقالت امرأة من
عاد : ذهب الدهر
بعمرو ب ن حلي والهنيات ثم
بالحرث والهل
قام طلاع الثنيات والذي سد مهب الر
يح أيام البليات
الطبري : في الكلام حذف ، والمعنى تنزع الناس فتتركهم كأنهم أعجاز نخل منقعر ; فالكاف في موضع نصب بالمحذوف .
الزجاج : الكاف في موضع نصب على الحال ، والمعنى تنزع الناس والمعنى تنزع الناس مشبهين بأعجاز نخل . والتشبيه قيل إنه للحفر التي كانوا فيها . والأعجاز جمع عجز وهو مؤخر الشيء ، وكانت
عاد موصوفين بطول القامة ، فشبهوا بالنخل انكبت لوجوهها .
وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=20أعجاز نخل منقعر للفظ النخل وهو من الجمع الذي يذكر ويؤنث . والمنقعر : المنقلع من أصله ; قعرت الشجرة قعرا قلعتها من أصلها فانقعرت .
الكسائي :
[ ص: 126 ] قعرت البئر أي نزلت حتى انتهيت إلى قعرها ، وكذلك الإناء إذا شربت ما فيه حتى انتهيت إلى قعره . وأقعرت البئر جعلت لها قعرا . وقال
أبو بكر بن الأنباري : سئل
المبرد بحضرة
إسماعيل القاضي عن ألف مسألة هذه من جملتها ، فقيل له : ما الفرق بين قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=81ولسليمان الريح عاصفة و
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22جاءتها ريح عاصف ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7كأنهم أعجاز نخل خاوية و
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=20أعجاز نخل منقعر ؟ فقال : كل ما ورد عليك من هذا الباب فإن شئت رددته إلى اللفظ تذكيرا ، أو إلى المعنى تأنيثا . وقيل : إن النخل والنخيل بمعنى ، يذكر ويؤنث ، كما ذكرنا .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=30فكيف كان عذابي ونذر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=32ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر تقدم .
nindex.php?page=treesubj&link=29025قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=18كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=19إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=20تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=21فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=22وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ [ ص: 124 ] قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=18كَذَّبَتْ عَادٌ هُمْ قَوْمُ
هُودٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=21فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ وَقَعَتْ " نُذُرِ " فِي هَذِهِ السُّورَةِ فِي سِتَّةِ أَمَاكِنَ مَحْذُوفَةَ الْيَاءَ فِي جَمِيعِ الْمَصَاحِفِ ، وَقَرَأَهَا
يَعْقُوبُ مُثْبَتَةً فِي الْحَالَيْنِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17274وَوَرْشٌ فِي الْوَصْلِ لَا غَيْرَ ، وَحَذَفَ الْبَاقُونَ . وَلَا خِلَافَ فِي حَذْفِ الْيَاءِ مِنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=5فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ وَالْوَاوُ مِنْ قَوْلِهِ : يَدْعُ فَأَمَّا الْيَاءُ مِنَ " الدَّاعِ " الْأُولَى فَأَثْبَتَهَا فِي الْحَالَيْنِ
ابْنُ مُحَيْصِنٍ وَيَعْقُوبُ وَحُمَيْدٌ وَالْبَزِّيُّ ، وَأَثْبَتَهَا
وَرْشٌ وَأَبُو عَمْرٍو فِي الْوَصْلِ ، وَحَذَفَ الْبَاقُونَ . وَأَمَّا " الدَّاعِ " الثَّانِيَةُ فَأَثْبَتَهَا
يَعْقُوبُ وَابْنُ مُحَيْصِنٍ وَابْنُ كَثِيرٍ فِي الْحَالَيْنِ ، وَأَثْبَتَهَا
أَبُو عَمْرٍو وَنَافِعٌ فِي الْوَصْلِ ، وَحَذَفَهَا الْبَاقُونَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=19إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا أَيْ شَدِيدَةَ الْبَرْدِ ; قَالَهُ
قَتَادَةُ وَالضَّحَّاكُ . وَقِيلَ : شَدِيدَةُ الصَّوْتِ . وَقَدْ مَضَى فِي ( حم السَّجْدَةِ ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=19فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ أَيْ فِي يَوْمٍ كَانَ مَشْئُومًا عَلَيْهِمْ . وَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : أَيْ فِي يَوْمٍ كَانُوا يَتَشَاءَمُونَ بِهِ .
الزَّجَّاجُ : قِيلَ فِي يَوْمِ أَرْبِعَاءَ .
ابْنُ عَبَّاسٍ : كَانَ آخِرُ أَرْبِعَاءَ فِي الشَّهْرِ أَفْنَى صَغِيرَهُمْ وَكَبِيرَهُمْ . وَقَرَأَ
هَارُونُ الْأَعْوَرُ " نَحِسٍ " بِكَسْرِ الْحَاءِ وَقَدْ مَضَى الْقَوْلُ فِيهِ فِي فُصِّلَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=16فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ . وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=19فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ أَيْ دَائِمُ الشُّؤْمِ اسْتَمَرَّ عَلَيْهِمْ بِنُحُوسِهِ ، وَاسْتَمَرَّ عَلَيْهِمْ فِيهِ الْعَذَابُ إِلَى الْهَلَاكِ . وَقِيلَ : اسْتَمَرَّ بِهِمْ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ . وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : كَانَ مُرًّا عَلَيْهِمْ . وَكَذَا حَكَى
الْكِسَائِيُّ أَنَّ قَوْمًا قَالُوا هُوَ مِنَ الْمَرَارَةِ ; يُقَالُ : مُرَّ الشَّيْءُ وَأَمَرَّ أَيْ كَانَ كَالشَّيْءِ الْمُرِّ تَكْرَهُهُ النُّفُوسُ . وَقَدْ قَالَ : فَذُوقُوا وَالَّذِي يُذَاقُ قَدْ يَكُونُ مُرًّا . وَقَدْ قِيلَ : هُوَ مِنَ الْمِرَّةِ بِمَعْنَى الْقُوَّةِ . أَيْ
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=19فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ مُسْتَحْكِمِ الشُّؤْمِ كَالشَّيْءِ الْمُحْكَمِ الْفَتْلِ الَّذِي لَا يُطَاقُ نَقْضُهُ . فَإِنْ قِيلَ : فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْأَرْبِعَاءِ يَوْمَ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ فَكَيْفَ يُسْتَجَابُ فِيهِ الدُّعَاءُ ؟ وَقَدْ
جَاءَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتُجِيبَ لَهُ فِيهِ فِيمَا بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ . وَقَدْ مَضَى فِي ( الْبَقَرَةِ ) حَدِيثُ
جَابِرٍ بِذَلِكَ . فَالْجَوَابُ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - مَا جَاءَ فِي خَبَرٍ يَرْوِيهِ
مَسْرُوقٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :
أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْضِيَ بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ وَقَالَ : يَوْمُ الْأَرْبِعَاءِ يَوْمُ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ وَمَعْلُومٌ أَنَّهُ لَمْ يُرِدْ بِذَلِكَ أَنَّهُ نَحْسٌ عَلَى الصَّالِحِينَ ، بَلْ أَرَادَ أَنَّهُ نَحْسٌ عَلَى الْفُجَّارِ وَالْمُفْسِدِينَ ; كَمَا كَانَتِ الْأَيَّامُ النَّحِسَاتُ الْمَذْكُورَةُ فِي الْقُرْآنِ نَحِسَاتٍ عَلَى الْكُفَّارِ مِنْ
قَوْمِ عَادٍ لَا عَلَى نَبِيِّهِمْ وَالْمُؤْمِنِينَ بِهِ مِنْهُمْ ، وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ لَمْ يَبْعُدْ أَنْ يُمْهَلَ
[ ص: 125 ] الظَّالِمُ مِنْ أَوَّلِ يَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ إِلَى أَنْ تَزُولَ الشَّمْسُ ، فَإِذَا أَدْبَرَ النَّهَارُ وَلَمْ يُحْدِثْ رَجْعَةً اسْتُجِيبَ دُعَاءُ الْمَظْلُومِ عَلَيْهِ ، فَكَانَ الْيَوْمُ نَحْسًا عَلَى الظَّالِمِ ; وَدُعَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا كَانَ عَلَى الْكُفَّارِ ، وَقَوْلُ
جَابِرٍ فِي حَدِيثِهِ : " لَمْ يَنْزِلْ بِي أَمْرٌ غَلِيظٌ " إِشَارَةٌ إِلَى هَذَا . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=20تَنْزِعُ النَّاسَ فِي مَوْضِعِ الصِّفَةِ لِلرِّيحِ أَيْ تَقْلَعُهُمْ مِنْ مَوَاضِعِهِمْ . قِيلَ : قَلَعَتْهُمْ مِنْ تَحْتِ أَقْدَامِهِمُ اقْتِلَاعَ النَّخْلَةِ مِنْ أَصْلِهَا . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : كَانَتْ تَقْلَعُهُمْ مِنَ الْأَرْضِ ، فَتَرْمِي بِهِمْ عَلَى رُءُوسِهِمْ فَتَنْدَقُّ أَعْنَاقُهُمْ وَتَبِينُ رُءُوسُهُمْ عَنْ أَجْسَادِهِمْ . وَقِيلَ : تَنْزِعُ النَّاسَ مِنَ الْبُيُوتِ . وَقَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
انْتَزَعَتِ الرِّيحُ النَّاسَ مِنْ قُبُورِهِمْ . وَقِيلَ : حَفِرُوا حُفَرًا وَدَخَلُوهَا فَكَانَتِ الرِّيحُ تَنْزِعُهُمْ مِنْهَا وَتَكْسِرُهُمْ ، وَتُبْقِي تِلْكَ الْحُفَرَ كَأَنَّهَا أُصُولُ نَخْلٍ قَدْ هَلَكَ مَا كَانَ فِيهَا فَتَبْقَى مَوَاضِعُهَا مُنْقَعِرَةً . يُرْوَى أَنَّ سَبْعَةً مِنْهُمْ حَفِرُوا حُفَرًا وَقَامُوا فِيهَا لِيَرُدُّوا الرِّيحَ . قَالَ
ابْنُ إِسْحَاقَ : لَمَّا هَاجَتِ الرِّيحُ قَامَ نَفَرٌ سَبْعَةٌ مِنْ
عَادٍ سُمِّيَ لَنَا مِنْهُمْ سِتَّةٌ مِنْ أَشَدِّ
عَادٍ وَأَجْسَمِهَا ، مِنْهُمْ :
عَمْرُو بْنُ الْحُلَيِّ وَالْحَارْثُ بْنُ شَدَّادٍ وَالْهِلْقَامُ وَابْنَا
تِقْنٍ وَخَلْجَانُ بْنُ سَعْدٍ فَأَوْلَجُوا الْعِيَالَ فِي شِعْبٍ بَيْنَ جَبَلَيْنِ ، ثُمَّ اصْطَفَوْا عَلَى بَابِ الشِّعْبِ لِيَرُدُّوا الرِّيحَ عَمَّنْ فِي الشِّعْبِ مِنَ الْعِيَالِ ، فَجَعَلَتِ الرِّيحُ تَجْعَفُهُمْ رَجُلًا رَجُلًا ، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْ
عَادٍ : ذَهَبَ الدَّهْرُ
بِعَمْرِو بْ نِ حُلَيٍّ وَالْهَنِيَّاتِ ثُمَّ
بِالْحَرْثِ وَالْهِلْ
قَامِ طَلَّاعِ الثَّنِيَّاتِ وَالَّذِي سَدَّ مَهَبَّ الرِّ
يحِ أَيَّامَ الْبَلِيَّاتِ
الطَّبَرِيُّ : فِي الْكَلَامِ حَذْفٌ ، وَالْمَعْنَى تَنْزِعُ النَّاسَ فَتَتْرُكُهُمْ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ ; فَالْكَافُ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِالْمَحْذُوفِ .
الزَّجَّاجُ : الْكَافُ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ ، وَالْمَعْنَى تَنْزِعُ النَّاسَ وَالْمَعْنَى تَنْزِعُ النَّاسَ مُشَبَّهِينَ بِأَعْجَازِ نَخْلٍ . وَالتَّشْبِيهُ قِيلَ إِنَّهُ لِلْحُفَرِ الَّتِي كَانُوا فِيهَا . وَالْأَعْجَازُ جَمْعُ عَجُزٍ وَهُوَ مُؤَخَّرُ الشَّيْءِ ، وَكَانَتْ
عَادٌ مَوْصُوفِينَ بِطُولِ الْقَامَةِ ، فَشُبِّهُوا بِالنَّخْلِ انْكَبَّتْ لِوُجُوهِهَا .
وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=20أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ لِلَفْظِ النَّخْلِ وَهُوَ مِنَ الْجَمْعِ الَّذِي يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ . وَالْمُنْقَعِرُ : الْمُنْقَلِعُ مِنْ أَصْلِهِ ; قَعَرْتُ الشَّجَرَةَ قَعْرًا قَلَعْتُهَا مِنْ أَصْلِهَا فَانْقَعَرَتْ .
الْكِسَائِيُّ :
[ ص: 126 ] قَعَرْتُ الْبِئْرَ أَيْ نَزَلْتُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى قَعْرِهَا ، وَكَذَلِكَ الْإِنَاءُ إِذَا شَرِبْتُ مَا فِيهِ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى قَعْرِهِ . وَأَقْعَرْتُ الْبِئْرَ جَعَلْتُ لَهَا قَعْرًا . وَقَالَ
أَبُو بَكْرِ بْنُ الْأَنْبَارِيِّ : سُئِلَ
الْمُبَرِّدُ بِحَضْرَةِ
إِسْمَاعِيلَ الْقَاضِي عَنْ أَلْفِ مَسْأَلَةٍ هَذِهِ مِنْ جُمْلَتِهَا ، فَقِيلَ لَهُ : مَا الْفَرْقُ بَيْنَ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=81وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=20أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ ؟ فَقَالَ : كُلُّ مَا وَرَدَ عَلَيْكَ مِنْ هَذَا الْبَابِ فَإِنْ شِئْتَ رَدَدْتَهُ إِلَى اللَّفْظِ تَذْكِيرًا ، أَوْ إِلَى الْمَعْنَى تَأْنِيثًا . وَقِيلَ : إِنَّ النَّخْلَ وَالنَّخِيلَ بِمَعْنًى ، يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ ، كَمَا ذَكَرْنَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=30فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=32وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ تَقَدُّمَ .