الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
أإنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين .

[29] أإنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل طريق المارة، كانوا يجلسون عليها، فمن مر بهم، أخذوه، فأخبثوا به. اتفق القراء على الاستفهام في هذا الحرف، وهم على أصولهم، فنافع، وابن كثير ، [ ص: 244 ] وأبو جعفر ، وأبو عمرو ، ورويس عن يعقوب : يحققون الهمزة الأولى، ويسهلون الثانية بين الهمزة والياء، ويفصل بين الهمزتين بألف: أبو جعفر ، وأبو عمرو ، وقالون ، واختلف عن هشام ، والباقون، وهم الكوفيون، وابن عامر ، وروح عن يعقوب : يحققون الهمزتين .

وتأتون في ناديكم أي: مجلسكم ومتحدثكم، والنادي والندي: مجلس القوم ما داموا فيه، فإذا خرجوا منه، فليس بنادي المنكر هو إتيان الرجال بعضهم بعضا في المجالس، روي أنهم كانوا يجلسون على الطريق، وعند كل واحد منهم قصعة فيها حصا، فمن مر بهم، حذفوه، فمن أصابه منهم، فهو أحق به، فيأخذ ما معه، وينكحه، ويغرمه ثلاثة دراهم، ولهم قاض يقضي بينهم بذلك، ومنه: هو أجور من قاضي سدوم، وكان من أخلاقهم مضغ العلك، وتطريف الأصابع بالحناء، وفرقعتها، وحل الأزرار، والسباب والفحش، ورمي البندق، واللعب بالحمام.

فما كان جواب قومه لما أنكر عليهم.

إلا أن قالوا له استهزاء:

ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين فيما تعدنا من نزول العذاب. [ ص: 245 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية