الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          3404 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال : حدثنا المقرئ قال : حدثنا سعيد بن أبي أيوب قال : حدثني أبو الأسود عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن بسر بن سعيد ، [ ص: 196 ] عن خالد بن عدي الجهني ، قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : من بلغه معروف عن أخيه من غير مسألة ولا إشراف نفس فليقبله ، ولا يرده ، فإنما هو رزق ساقه الله إليه .

                                                                                                                          قال أبو حاتم رضي الله عنه : هذا الأمر الذي أمرنا باستعماله هو أخذ ما أعطي المرء ، والشيئان المعلومان الذي أبيح له ذلك عند عدمهما هو المسألة وإشراف النفس ، فإن وجد أحدهما في الغني المستقل بما عنده زجر عن أخذ ما أعطي دون الفقراء المضطرين ، والتارة التي يباح فيها أخذ ما أعطي المرء ، وإن وجد فيه المسألة وإشراف النفس هي حالة الاضطرار ، والاضطرار على ضربين : اضطرار بجدة ، واضطرار بعدم ، والاضطرار الذي يكون بجدة هو أن يملك المرء الشيء الكثير من حطام هذه الدنيا سوى المأكول والمشروب ، وهو في موضع لا يباع فيه الطعام والشراب أصلا ، فهو وإن كان واجدا حكمه حكم المضطر ، له أخذ ما أعطي ، وإن كان سائلا أو مشرف النفس إليه ، واضطرار العدم هو واضح لا يحتاج إلى الكشف عنه .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية