الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( قال ) وإن قال لست بابن فلان يعني جده لا يحد ; لأنه صادق في مقالته ، فإنه ابن ابنه الأدنى حقيقة ونسبته إلى الجد بطريق المجاز ، ألا ترى أنه يستقيم نفي اسم الأبوة عن جده فيقال : إنه جده وليس بأبيه ، فإن نسبه إلى جده فلا حد عليه ; لأن الولد ، كما ينسب إلى أبيه حقيقة ينسب إلى جده مجازا ، ألا ترى أنه يقال : بنو آدم وآدم جدهم الأعلى عليه السلام ؟ وكذلك لو نسبه إلى عمه أو خاله ، فإن العم بمنزلة الأب قال تعالى { قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق } ، وهو كان عما وقال صلى الله عليه وسلم { الرجل صنو أبيه } ، وكذلك الخالة سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم أما فيكون الخال أبا أيضا ، قال القائل :

وخال بني العباس والخال كالأب

وكذلك لو نسبه إلى زوج أمه قال تعالى { وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم } وفي العادة زوج الأم يقول لولد امرأته : هو ولدي باعتبار أني أربيه والناس يسمونه ابنا له أيضا ، وإن كان ذلك مجازا ، ولكنه متى كان صادقا في كلامه مجازا أو حقيقة لم يكن قاذفا له

التالي السابق


الخدمات العلمية