الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 87 ] قوله تعالى : قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون قال الزجاج : لا يقال : إن زيدا فمنطلق ، وهاهنا قال : فإنه ملاقيكم لما في معنى الذي من الشرط والجزاء ، أي إن فررتم منه فإنه ملاقيكم ، ويكون مبالغة في الدلالة على أنه لا ينفع الفرار منه . قال زهير :

ومن هاب أسباب المنايا ينلنه ولو رام أسباب السماء بسلم

قلت : ويجوز أن يتم الكلام عند قوله : " الذي تفرون منه " ثم يبتدئ " فإنه ملاقيكم " . وقال طرفة :

وكفى بالموت فاعلم واعظا     لمن الموت عليه قد قدر
فاذكر الموت وحاذر ذكره     إن في الموت لذي اللب عبر
كل شيء سوف يلقى حتفه     في مقام أو على ظهر سفر
والمنايا حوله ترصده     ليس ينجيه من الموت الحذر



التالي السابق


الخدمات العلمية